للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فقيل له: ارفع رأسك، فأنت أنت، وأنا أنا.

قال البزار: لا نعلمه عن جابر إلا من هذا الوجه، ولم أحسب جعفر بن سليمان سمع من ابن المنكدر، ولا روى عنه إلا هذا، على أنه روى عن من هو دونه في السن مثل بشر بن المفضل، وعبد الوارث.

[غريب، تفرد به البزار] (١).

• ويناقش:

هذه القصة حكاها النبي في شرع من قبلنا، ولم يظهر لي وجه الشكر في هذا السجود، فالرجل حدث نفسه بشيء فخرَّ ساجدًا، فالسجود مرتب على حديث النفس، وإذا كنا لا نعلم بما حدث به نفسه فلا نستطيع الجزم بأن السجود كان شكرًا لله، فيمكن أن يكون حدث نفسه بشيء ثم رأى أنه لا ينبغي له ذلك، فخر ساجدًا نادمًا مما حدَّث به نفسه، ويحتمل أنه تذكر برؤية الجمجمة مصير العبد، فحدث نفسه بذنوبه، فخر ساجدًا ندمًا على ذنوبه، فما هي النعمة المتجددة التي حدثت لهذا الرجل حين رأى الجمجمة حتى يحمل الفعل على أنه من سجود الشكر، فكان سجوده بالتوبة أقرب منه إلى الشكر، وإذا حمل على الشكر؛ لكونه ما زال حيًّا، فهذه نعمة لم تتجدد حتى تكون سببًا للسجود، فلو تذكر الإنسان نعم الله عليه لم يشرع له السجود بالاتفاق حتى يكون ذلك بسبب نعم متجددة، بخلاف النعم القائمة، وتذكرها لا يكون بمنزلة تجددها، وإلا لكان العبد لا ينقطع عن السجود.

الدليل العاشر:

(ح-٢٧٨٢) ما رواه البخاري في الأدب المفرد، قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سلمة بن وردان قال:

سمعت أنسًا، ومالك بن أوس بن الحدثان، أن النبي خرج يتبرز فلم يجد أحدًا يتبعه، فخرج عمر فاتبعه بفخارة، أو مطهرة، فوجده ساجدًا في مَشْرُبَةٍ، فتنحى، فجلس وراءه حتى رفع النبي رأسه، فقال: أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدًا،


(١) سبق تخريجه، انظر: (ح-٢٧٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>