وأبو نعيم الفضل بن دكين، كما في مسند الإمام أحمد (١/ ١٤٧)، وفي فضائل الصحابة له (١٢٢٤). ومخلد، كما في السنن الكبرى للنسائي (٨٥١٣)، وفي خصائص علي له (١٨١)، وعبيد الله بن موسى، كما في تعظيم قدر الصلاة للمروزي (٢٤٧)، وعثمان بن عمر، كما في مسند البزار (٨٩٧)، خمستهم، عن إسرائيل بن يونس، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن طارق بن زياد به. قال البزار: ولا نعلم روى طارق بن زياد، عن علي إلا هذا الحديث. وهذا الإسناد ضعيف؛ فيه طارق بن زياد، ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يوثقه معتبر، وقد حكم عليه بالجهالة كل من ابن حجر، وابن خراش، وقال الذهبي: نكرة لا يعرف. وتوبع طارق بن زياد، تابعه أبو موسى مالك بن الحارث، وريان بن صبرة الحنفي، وكلاهما مجهولان. فقد رواه الثوري كما في مصنف عبد الرزاق (٥٩٦٢)، والأم للشافعي (٧/ ١٧٩)، ومصنف ابن أبي شيبة (٨٤١٦، ٣٢٨٤٣)، والأوسط لابن المنذر (٥/ ٢٨٨)، وفي الحلية لأبي نعيم (٧/ ٩٩)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٥١٩). وشريك، كما في مصنف ابن أبي شيبة (٣٧٩٢٨)، كلاهما، عن محمد بن قيس، عن رجل يقال له أبو موسى (مالك بن الحارث)، كنت مع عليٍّ يوم النهروان، فقال: التمسوا ذا الثدية، فالتمسوه، فجعلوا: لا يجدونه، فجعل يعرق جبين علي، ويقول: والله ما كذبت، ولا كذبت، فالتمسوه، قال: فوجدناه في ساقية، أو جدول تحت قتلى، فأتي به علي، فخرَّ ساجدًا. هذا لفظ عبد الرزاق. وفي إسناده مالك بن الحارث، لم يرو عنه إلا محمد بن قيس، ولم يوثقه معتبر، فهو مجهول، وقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٣٠٧)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/ ٢٠٨)، وقالا: روى عن علي، وروى عنه محمد بن قيس، ولم يذكرا فيه جرحًا. ولم يوثقه إلا ابن حبان. وروى ابن أبي شيبة في المصنف (٨٤٢٤، ٣٢٨٥٢)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (٦/ ٢٣٠)، قالا: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا إسماعيل بن زربي، قال: حدثنا ريان بن صبرة الحنفي، أنه شهد يوم النهروان، قال: وكنت فيمن استخرج ذا الثدية، فبشر به عليًّا قبل أن ينتهي إليه، فانتهينا إليه، وهو ساجد فرحًا به. وفي طبقات ابن سعد قال: (فانتهينا إليه، وهو ساجد، فطرحناه). وريان لم يوثقه إلا ابن حبان، وإسماعيل بن زربي ضعيف. فهذه الطرق الثلاثة هي التي ورد فيها أن عليًّا سجد شكرًا، وهي كلها تدور على مجاهيل، وقد روى مسلم حديث علي في صحيحه (١٥٦ - ١٥٦٦) وفيه: … فقال علي ﵁: التمسوا فيهم المخدج. فالتمسوه فلم يجدوه. فقام علي ﵁ بنفسه حتى أتى ناسًا قد قتل بعضهم على بعض. قال: أخروهم، فوجدوه مما يلي الأرض، فكبر. ثم قال: صدق الله. وبلغ رسوله … الحديث، ولم يذكر سجود الشكر. كما رواه البخاري (٣٦١٠، ٦١٦٣، ٦٩٣٣)، ومسلم (١٤٤ - ١٠٦٤) من حديث أبي سعيد الخدري، والله أعلم.