للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن عطاء بن يسار،

عن زيد بن ثابت قال: قرأت على النبي : ﴿وَالنَّجْمِ﴾. فلم يسجد فيها (١).

وجه الاستدلال:

فحملوا هذا الفعل من النبي أن هذا كان شأنه في المدينة حيث ترك السجود في المفصل، مع أنه لم ينقل عنه أنه استمر على الترك، وقالوا: وحديث زيد يؤيد ما روي عن ابن عباس موقوفًا من ترك السجود في المفصل بسند صحيح.

• ويجاب بأكثر من جواب:

الجواب الأول:

القول بأن هذا كان شأنه في المدينة دعوى في محل النزاع، فأين الدليل على أنه استمر على ترك السجود في المفصل طيلة العصر المدني، بل ثبت في حديث أبي هريرة في الصحيحين، سجود الرسول في الانشقاق وفي مسلم سجوده في العلق وسجد معه أبو هريرة، وكان إسلام أبي هريرة في السنة السابعة من الهجرة.

وسوف أسوقهما بأسانيدهما في أدلة القول الثاني إن شاء الله تعالى.

الجواب الثاني:

لو سلمنا أنه استمر على ترك السجود، فإنما ترك السجود في سجدة النجم، فتعميم هذا على سائر سجدات المفصل لا دليل عليه، بل النص ثابت بخلافه كما أسلفنا.

ولهذا قال ابن تيمية: «إن السجود في النجم وحدها منسوخ؛ بخلاف اقرأ والانشقاق، فقد ثبت في الصحيح عن النبي أنه سجد فيهما، وسجد معه أبو هريرة، وهو أسلم بعد خيبر. وهذا يبطل قول من يقول: لم يسجد في المفصل بعد الهجرة، وأما سور النجم:(٢)، بل حديث زيد صريح في أنه لم يسجد فيها، قال هؤلاء: فيكون النسخ فيها خاصة لا في غيرها؛ لما كان الشيطان قد ألقاه حين ظن من ظن أنه وافقهم ترك السجود فيها بالكلية سدًّا لهذه الذريعة. وهي في الصلاة تأتي


(١) صحيح البخاري (١٠٧٣)، صحيح مسلم (١٠٦ - ٥٧٧).
(٢) بياض في الأصل كما في النسخة المطبوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>