للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• وأجيب بأجوبة منها:

الجواب الأول:

ضعف حديث ابن عباس، وقد كشف ذلك تخريج الحديث.

الجواب الثاني:

أن سجود النبي بالمفصل بالمدينة ثابت من حديث أبي هريرة في


= هذان وجهان من الخلاف على أبي داود الطيالسي،
ورواه أبو هشام الرفاعي كما في صحيح ابن خزيمة (٥٦٠)، قال: حدثنا أبو داود الطيالسي، عن الحارث بن عبيد (أبي قدامة)، قال: حدثنا مطر الوراق، عن عكرمة أو غيره، عن ابن عباس به.
أخطأ فيه أبو هشام الرفاعي فجعل الشك هل روى الحديث مطر الوراق عن عكرمة أو عن رجل غيره. وأبو هشام ليس بالقوي، فانقلب عليه الشك بدلًا من كونه عن مطر الوراق أو عن رجل غيره، فجعله عن عكرمة أو عن رجل غيره.
وإذا صححنا محل الشك تكون هذه الرواية متابعة لرواية يونس بن حبيب، حيث رواه بالشك، وهو يؤكد ما رجحته من كون الحمل فيه ليس على يونس، وإنما من شيخه أبي داود الطيالسي، وروايته الموافقة للصواب أولى، والله أعلم.
هذا ما يتعلق برواية مطر الرواق عن عكرمة،
خالفه معمر، فقد رواه عبد الرزاق في المصنف (٥٩٠٤)، ومن طريقه: جعفر المستغفري في فضائل القرآن (١٣٧٨)، عن معمر، عمن سمع عكرمة يحدث، قال: سجد النبي في المفصل إذ كان بمكة، يقول: ثم لم يسجد فيه بعد.
وهذا فيه علتان: الإرسال، وإبهام من حدث معمرًا.
والمعروف من رواية عكرمة ما رواه أيوب كما في صحيح البخاري (١٠٧١، ٤٨٦٢)، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي سجد بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس، وهذا هو المعروف من رواية عكرمة، وتبين لك أن رواية مطر الوراق منكرة، إسناده مضطرب، والله أعلم.
قال أبو داود نقلًا من التمهيد لابن عبد البر ت بشار (١٢/ ٦٨): «هذا حديثٌ لا يُحفظ عن غيرِ أبي قُدامةَ هذا بإسناده».
قال ابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ٦٨): «هذا عندي حديث منكر، يرده قول أبي هريرة: سجدت مع رسول الله في ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾، ولم يصحبه أبو هريرة إلا بالمدينة».
وقد ضعف الحديث هذا ابن خزيمة في صحيحه (١/ ٢٨٠)، والطحاوي كما في شرح معاني الآثار (١/ ٣٥٧)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>