جاء في تاريخ ابن يونس المصري (١/ ٢٨٢): «ذكر للنّسائي يومًا ابن لهيعة، فضعّفه، وقال: ما أخرجت من حديثه شيئا قطّ، إلا حديثًا واحدًا، وهو حديث أخبرناه هلال بن العلاء، عن عمرو بن الحارث، عن ابن لهيعة، عن مشرح، عن عقبة بن عامر، عن الرسول ﷺ قال: في الحج سجدتان». اه وقد اشتمل حديث ابن لهيعة على جملتين: الجملة الأولى: إثبات السجدة الثانية في سورة الحج، وهذا الجزء وإن انفرد به ابن لهيعة مرفوعًا من حديث عقبة بن عامر إلا أنه يعتضد بأمرين: أحدهما: ما رواه خالد بن معدان، قال: قال رسول الله ﷺ فضلت سورة الحج على غيرها بسجدتين، وهذا مرسل بإسناد حسن، وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى في الأدلة. قال البيهقي في المعرفة (٣/ ٢٤٦): «وهذا المرسل، إذا انضم إلى رواية ابن لهيعة صار قويًا». الثاني: ما صح عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم، وسوف نأتي على ذكر هذه الآثار في الأدلة. جاء في التمهيد (١٢/ ٨٤): «وقال الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يسأل: كم في الحج؟ فقال: سجدتان. قيل له: حديث عقبة بن عامر، عن النبي ﷺ قال: في الحج سجدتان؟ قال: نعم، رواه ابن لهيعة عن مشرح، عن عقبة بن عامر، عن النبي ﷺ قال: في الحج سجدتان، فمن لم يسجدهما فلا يقرأهما. قال: وهذا توكيد لقول عمر، وابن عمر، وابن عباس؛ لأنهم قالوا: فضلت سورة الحج بسجدتين». الجملة الثانية: قوله في الحديث: (إن لم تسجدهما فلا تقرأهما) فهذه الجملة لم يرد في الآثار ما يعضدها، فتبقى ضعيفة؛ لانفراد ابن لهيعة في ذكرها، والله أعلم. إذا عرفت هذا من حيث الجملة، نأتي على تخريج الحديث من مصادره، والله أعلم. رواه ابن وهب، كما في الجامع له (٣٦٦ - ٣٥٥)، ومن طريقه أبو داود في السنن (١٤٠٢)، والكنى والأسماء للدولابي (١٧٨٢)، والأوسط لابن المنذر (٥/ ٢٦٦)، وفي شرح مختصر الطحاوي للجصاص (١/ ٧٣٠)، ومستدرك الحاكم (٣٤٧٠)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٤٤٩)، والخلافيات له (٢١٤٨)، وأبو عبد الرحمن المقرئ (عبد الله بن يزيد) كما في مسند الإمام أحمد (٤/ ١٥٥)، والكنى والأسماء للدولابي (١٧٨١، ١٧٨٢)، وعبد الله بن المبارك كما في مسائل حرب الكرماني، ت الغامدي (٣٧٤)، وأبو سعيد مولى بني هاشم، (عبد الرحمن بن عبد الله البصري)، كما في مسند أحمد (٤/ ١٥١). وقتيبة بن سعيد كما في سنن الترمذي (٥٧٨)، ومن طريقه البغوي في التفسير (٥/ ٤٠١). وسعيد بن الحكم بن أبي مريم كما في فضائل القرآن للقاسم بن سلام (ص: ٢٤٩). ويحيى بن إسحاق السَّيْلَحِينِيُّ، كما في مستدرك الحاكم (٨٠٥)، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم =