للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فيما وصل إلينا وقد تبين وجود واسطة فيه متروك، فهل يصح أن يقال: دلسه، وعبارة أبي حاتم: أخاف أن يكون بعضها مراسيل عن ابن أبي فروة، والإرسال أعم من التدليس، ولم أقف على أحد من الأئمة نصَّ على أن سعيد بن أبي هلال لم يسمع من عياض، فتأمل.
فكان ما ذكره بعض أصحاب ابن وهب من ذكر ابن أبي فروة في إسناده يؤكد صحة ما قاله أبو حاتم من أنه يدلس أحاديث هذا الراوي المتروك عن شيوخه.
وقد تكلم الإمام أحمد في اضطراب سعيد بن أبي هلال في بعض أحاديثه.
قال أبو بكر الأثرم كما في علله (ص: ٤٥): «سمعت أبا عبد الله -يعني الإمام أحمد- يقول: سعيد بن أبي هلال ما أدري أي شيء حديثه، يخلط في الأحاديث».
وقال أبو داود كما في سؤالاته لأحمد (٢٥٤): «سمعت أحمد يقول: سعيد بن أبي هلال سمعوا منه بمصر القدماء، فخرج -زعموا- إلى المدينة فجاءهم بعدل -أو قال: بوسق- كُتُبٍ كتبت عن الصغار، وعن كُلٍّ، وكان الليث بن سعد سمع منه، ثم شك في بعضه، فجعل بينه وبين سعيد خالدًا يعني خالد بن يزيد».
وتردد ابن خزيمة في قبول هذا الحديث، فمرة شك في صحته، ومرة جعل الغلط من الراوي الذي زاد إسحاق بن أبي فروة، ولعل الذي حمله على ذلك أن أكثر أصحاب ابن وهب لم يذكروا إسحاق بن أبي فروة، والاحتياط للرواية بالرد، كيف، وقد قال أبو حاتم الرازي فيه ما قاله، وقد صَدَّق كلامَ أبي حاتم ما ذكره بعض أصحاب ابن وهب بذكر ابن أبي فروة في إسناده، فإذا أضفت إلى ذلك، أن سعيد بن أبي هلال ليس له رواية عن عياض بن عبد الله إلا هذا الحديث المتكلم فيه لم يخالطك شك، بأن هذا الحديث ليس من رواية سعيد، عن عياض.
قال ابن خزيمة في صحيحه (٢/ ٣٥٤): « … في القلب من هذا الإسناد؛ لأن بعض أصحاب ابن وهب أدخل بين ابن أبي هلال وبين عياض بن عبد الله في هذا الخبر: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، رواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، ولست أرى الرواية عن ابن أبي فروة هذا».
وهذا الكلام من ابن خزيمة أقرب من قوله في موضع آخر (٣/ ١٤٨): «أدخل بعض أصحاب ابن وهب، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث في هذا الإسناد إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة بين سعيد بن أبي هلال، وبين عياض، وإسحاق ممن لا يحتج أصحابنا بحديثه، وأحسب أنه غلط في إدخاله إسحاق بن عبد الله في هذا الإسناد».
لم يغلط الراوي، وقد تخوف أبو حاتم وأبو زرعة أن يكون سعيد بن أبي هلال أخذ حديث ابن أبي فروة، ودلسه عنه، والله أعلم.
الطريق الثاني: بكر بن عبد الله المزني، عن أبي سعيد الخدري.
وهذا الطريق معلول بما يلي:
أولًا: بكر لم يسمعه من أبي سعيد الخدري، بيَّن ذلك هشيم ويزيد بن زريع، عن حميد، عن بكر، أخبره مخبر عن أبي سعيد الخدري. =

<<  <  ج: ص:  >  >>