للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال ابن رجب: «أما حديث أبي هريرة: فغايته أن يدل على أن أبا هريرة جهر في قراءة صلاة العشاء، وسجد، وأخبر أنه سجد بهذه السجدة خلف النبي ، ولم يقل: في صلاة العشاء، فيحتمل أنه سجد بها خلفه في صلاة جهر فيها بالقراءة غير صلاة العشاء، ويحتمل أنه سجد بها في غير صلاة؛ فإن القارئ إذا قرأ وسجد سجد من سمعه، ويكون مؤتمًا به عند كثير من العلماء، وهو مذهب أحمد وغيره» (١).

وقال ابن رجب أيضًا: «قد ذكرنا أن هذا الحديث إنما فيه التصريح بالسجود في صلاة العشاء عن أبي هريرة، وليس فيه تصريح برفع ذلك إلى النبي » (٢).

يريد ابن رجب أن يقول: إن سجود أبي هريرة فيها في الصلاة موقوف على أبي هريرة، وأن سجوده خلف النبي ليس فيه ما ينفي أو يثبت أن سجوده خلف النبي كان في صلاة.

وتعقب ذلك:

بأن ابن خزيمة رواه في صحيحه من طريق أبي الأشعث: أحمد بن المقدام، عن المعتمر، عن أبيه، عن بكر بن عبد الله، عن أبي رافع، عن أبي هريرة به، بلفظ: صليت خلف أبي القاسم فسجد بها (٣).

ورواه أبو عوانة في مستخرجه وابن المنذر في الأوسط من طريق يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، عن بكر بن عبد الله المزني به، بلفظ: صليت مع أبي القاسم فسجد فيها (٤).

وأشار إلى هذا ابن حجر في الفتح (٥).

الدليل الثالث:

(ح-٢٧٢٤) ما رواه مسلم من طريق مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عن سعيد بن جبير،

عن ابن عباس، أن النبي كان يقرأ في صلاة الفجر، يوم الجمعة: ﴿الم (١)


(١) فتح الباري لابن رجب (٧/ ٣٨).
(٢) فتح الباري (٧/ ٤٠).
(٣) صحيح ابن خزيمة (٥٦١).
(٤) مستخرج أبي عوانة (١٩٥٣)، والأوسط لابن المنذر (٥/ ٢٧١).
(٥) فتح الباري (٢/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>