أما رواية عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، فروايته في البخاري (١٠٧٥، ١٠٧٦، ١٠٧٩)، ومسلم (١٠٣ - ٥٧٥)، ولفظه: كان النبي ﷺ يقرأ علينا السورة فيها السجدة، فيسجد، ونسجد حتى ما يجد أحدنا مكانًا لموضع جبهته. اه وليس فيه ذكر للتكبير. ورواه عبد الله بن عمر العمري (المكبر الضعيف)، واختلف عليه: فرواه ابن وهب كما في جامعه (٣٧٣ - ٣٦١)، ومن طريقه رواه سحنون في المدونة (١/ ٢٠١). وحماد بن خالد الخياط كما في مسند الإمام أحمد (٢/ ١٥٧)، كلاهما (ابن وهب وحماد بن خالد (الثقة) روياه عن عبد الله العمري، عن نافع به، وليس فيه ذكر للتكبير، كرواية عبيد الله ابن عمر في الصحيحين. ورواه عبد الرزاق الصنعاني، واختلف عليه: فرواه أحمد بن الفرات الرازي كما في سنن أبي داود (١٤١٣)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤٦٠)، عن عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر به، بإثبات التكبير. خالفه إسحاق بن إبراهيم الدبري كما في مصنف عبد الرزاق، ط التأصيل (٦٠٨٤)، ومن طريقه المستغفري في فضائل القرآن (١٢٩٢)، فرواه عن عبد الرزق، عن عبد الله بن عمر به، بلفظ: كان رسول الله ﷺ يقرأ علينا القرآن، فإذا مر بالسجدة سجد، وسجدنا معه. وليس فيه لفظ التكبير، فخرج من العهدة عبد الرزاق، وشيخه العمري، وصار الحمل فيه على أحمد بن الفرات الرازي، وهو وإن كان ثقة إلا أن الثقة قد يهم، وما يرجح رواية الدبري وإن كان مستصغرًا في عبد الرزاق موافقة روايته لرواية الصحيحين. قال محققو طبعة التأصيل: زاد بعده في (سنن أبي داود)، من طريق عبد الرزاق، به: [كَبَّرَ و]، وليست في أي من الأصول الخطية. اه للتأكيد على أن رواية عبد الرزاق ليس فيها ذكر التكبير. فقول عبد الرزاق: كان الثوري يعجبه هذا الحديث، قال أبو داود: يعجبه لأنه كبر. اه هذا التفسير لا يصح بعد أن علمنا أن زيادة التكبير ليست من قبل عبد الرزاق، ولا من قبل العمري، وإنما الوهم جاء من الراوي عن عبد الرزاق. وقد أقحم الشيخ الأعظمي لفظ التكبير في مصنف عبد الرزاق وجعلها بين قوسين، معتقدًا أنها سقطت.