للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يحرصون على الجلوس مع النبي على طهارة، وقصة أبي هريرة وحذيفة حين حادا عن الجلوس مع النبي لكونهما جنبًا مشهورة، (والنبي تيمم لرد السلام، وقال: إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر)، فلا يبعد أن يكون المتواجد من المسلمين على قلتهم في هذه الواقعة كان على طهارة، وإذا كان لا سبيل إلى القطع بأن جميعهم على طهارة، فلا سبيل إلى القطع أن بعضهم كان محدثًا، وأما سجود المشركين فلا حجة فيه.

• ويناقش:

هذا الاحتمال متوجه لو أنه جاء في النصوص ما يدل على اشتراط الطهارة لسجود التلاوة، فيساق هذا الاحتمال دفعًا للتعارض، أما إذا كان هذا النص لا يحفظ ما يعارضه، ولم يثبت في النصوص ما يدل على وجوب الطهارة لسجود التلاوة فسواء تأخر فرض الطهارة للصلاة، أو شرع معها فليس هناك ارتباط بين وجوب الطهارة للصلاة وبين وجوبه للتلاوة، فالعبادتان مختلفتان، وعلى التنزل أن ذلك كان في أول التشريع فحديث ابن عمر التالي ينقله عن فعل الصحابة وحدهم، وفي حال الكثرة والازدحام في المكان مما يدل على أن ذلك كان بالمدينة، والله أعلم.

الدليل الثالث:

(ح-٢٦٨٥) روى البخاري ومسلم من طريق يحيى، قال: أخبرنا عبيد الله قال: حدثني نافع،

عن ابن عمر ، قال: كان النبي يقرأ علينا السورة فيها السجدة، فيسجد ونسجد، حتى ما يجد أحدنا موضع جبهته (١).

ورواه البخاري من طريق علي بن مسهر، قال: أخبرنا عبيد الله به، ولفظه: كان النبي يقرأ السجدة، ونحن عنده … إلخ (٢).

فقوله: (ونحن عنده)، ظاهره: أنه ليس ذلك في الصلاة؛ إذ لو كانوا في صلاة


(١) صحيح البخاري (١٠٧٦)، وصحيح مسلم (١٠٣ - ٥٧٥).
(٢) صحيح البخاري (١٠٢٦، ١٠٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>