للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

التشريعات، فإنها لم تنزل دفعة واحدة، فإذا كانت الصلاة شرعت ركعتان، ثم أقرت صلاة السفر وزيد في الحضر، فربما تأخر فرض الطهارة.

(ح-٢٦٨٤) ويدل له ما رواه الطبراني في المعجم الكبير من طريق يحيى بن بكير قالوا: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة،

عن أبيه، قال: لما أظهر رسول الله الإسلام أسلم أهل مكة كلهم - وذلك قبل أن تفرض الصلاة - حتى إن كان ليقرأ السجدة فيسجدون، ما يستطيع أحدهم أن يسجد من الزحام، حتى قدم رؤساء قريش: الوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام وغيرهما، وكانوا بالطائف في أرضهم، فقالوا: تدعون دين آبائكم؟ فكفروا (١).

[تفرد به ابن لهيعة، وهو ضعيف] (٢).

وإذا كان السجود قبل فرض الصلاة، فلا يبعد أن يكون قبل فرض الطهارة.

واستشكل بعضهم هذا: بأن سورة العلق، أول السور نزولًا، وفيها أيضًا سجدة، فهي سابقة على نزول النجم.

وأجيب: بأن السابق من سورة العلق أولها، وأما بقيتها فنزلت بعد ذلك (٣).

والمؤكد أن هذه الواقعة في العهد المكي، وأعداد المسلمين قليلة جدًّا، وفي وقت المعراج كان قد هاجر طائفة منهم إلى الحبشة، والأقل منهم من يستطيع أن يظهر إسلامه ممن له منعة من قومه، فلو فرض أن هذه الواقعة كانت بعد تشريع الطهارة، لم يمكن الجزم بأن أحدًا من المسلمين كان محدثًا، وقد كان الصحابة


(١) المعجم الكبير (٢٠/ ٥) ح ٢.
(٢) رواه يحيى بن بكير كما في المعجم الكبير للطبراني (٢٠/ ٥) ح ٢، والحاكم في المستدرك (٦٠٧٥)، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (٦١٥٧)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (٥٧/ ١٥٥).
وسعيد بن أبي مريم، كما في تاريخ ابن معين، رواية الدوري (٢١٢)، ومستدرك الحاكم (٦٠٧٥).
وعبد الله بن صالح، كما في المعجم الكبير للطبراني (٢٠/ ٥) ح ٢، ومستدرك الحاكم (٦٠٧٥)، وفي من عاش مائة وعشرين سنة لأبي زكريا بن منده (١٠).
وفي إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف، وهو مخالف لأثر ابن مسعود: أن أول سورة نزلت فيها سجدة هي سورة النجم. وسورة النجم كانت بعد المعراج، أي: بعد فرض الصلوات، والله أعلم.
(٣) انظر: عمدة القارئ (٧/ ١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>