للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولأن قوله (أو نقص) يحتمل أن يراد به ما يعم نقص الفرض والكمال، فيدخل فيه نقص السنن، ويحتمل أن يراد به النقص الموجب لسجود السهو؛ لقوله: (فليسجد)، ولأن ترك السنن لا توصف معه الصلاة بالنقص.

ولو قيل بعمومه فإن هذا يشمل جميع السنن، وقد خص المالكية والشافعية السجود لبعض السنن، فلم يأخذوا بعموم اللفظ، والله أعلم.

• دليل من قال: إذا ترك سنة أبيح له السجود:

قالوا: أما كونه لا يسن السجود لترك سنة قولية أو فعلية فذلك؛ لأنه لا يمكن التحرز من تركها، فلو استحب لم تخل صلاة من سجود في الغالب، لكثرة السنن،


= الثالث: أبو معاوية، عن الأعمش.
رواه أحمد (١/ ٤٥٦)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (١٢٦٣).
وهناد ومحمود بن غيلان كما في سنن الترمذي (٣٩٣)،
وإسحاق بن إبراهيم كما في حديث السراج برواية الشحامي (١٩٦٦)، أربعتهم، رووه عن أبي معاوية به، ولفظه: أن رسول الله سها في الصلاة، فسجد سجدتي السهو بعد الكلام. ولم يذكر السلام.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبوكريب كما في صحيح مسلم (٩٥ - ٥٧٢).
وهاشم بن زياد، ويوسف بن موسى كما في صحيح ابن خزيمة (١٠٥٩)،
ومحمد بن عبد الله بن نمير كما في صحيح مسلم (٩٥ - ٥٧٢)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٤٨٢)، خمستهم (ابن أبي شيبة، وأبو كريب، وهاشم، ويوسف وابن نمير) رووه عن أبي معاوية به، بلفظ: (أن النبي سجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام).
الرابع: حفص بن غياث، عن الأعمش، كما في صحيح مسلم (٩٥ - ٥٧٢)، ومصنف ابن أبي شيبة (٤٤٧٤)،، والمجتبى من سنن النسائي (١٣٢٩)، وفي الكبرى (٥٩٩، ١٢٥٣)، وصحيح ابن خزيمة (١٠٥٨)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٤٨٢)، ومستخرج أبي نعيم (١٢٦٣)، بلفظ: (سجد سجدتي السهو بعد السلام والكلام).
وهذه متابعة لرواية أبي معاوية عن الأعمش، وأبو معاوية من أثبت أصحاب الأعمش ..
ولفظ النسائي: (أن النبي سلم، ثم تكلم، ثم سجد سجدتي السهو).
فقد خالف زائدة في زيادته (فإذا زاد الرجل أو نقص) كل من روى عن الأعمش، ومنهم أبو معاوية، كما خالف كل من رواه عن إبراهيم، مثل منصور، والحكم، والمغيرة، كما خالف من رواه عن علقمة، من غير طريق إبراهيم، كإبراهيم بن سويد، كما خالف من رواه عن عبد الله من غير طريق علقمة كالأسود بن يزيد.
فلا شك عندي بشذوذ زيادة زائدة في قوله: (إذا زاد الرجل أو نقص)، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>