للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن عيسى بن ميمون، عن هشام بن عروة، عن أبيه،

عن عائشة أن النبي سها قبل التمام، فسجد سجدتي السهو قبل أن يسلم، وقال: من سها قبل التمام سجد سجدتي السهو قبل أن يسلم، وإذا سها بعد التمام سجد سجدتي السهو بعد أن يسلم (١).

• ونوقش من وجهين:

الوجه الأول:

[أن الحديث تفرد به رجل متروك] (٢).

الوجه الثاني:

أن الحديث لا دلالة فيه من جهة لفظه؛ لأن قوله: (من سها قبل التمام) يعم كل سهو كان قبل تمام الصلاة، سواء أكان بالزيادة أم بالنقص فيسجد قبل السلام.

وقوله: (وإذا سها بعد التمام) لا يكون السهو بعد التمام إلا إذا قصد بالتمام تمام الأفعال ما عدا التسليم، أو يكون المقصود ب (سها بعد التمام) أي علم سهوه بعد تمام صلاته فيسجد بعد السلام، فليس في الحديث ما يكون حجة على التفريق بين الزيادة


(١) المعجم الأوسط للطبراني (٧٥٩٣).
(٢) ومن طريق حاتم رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٣٤٩، ٣٥٠).
تفرد بهذا الحديث عيسى بن ميمون، وهو ضعيف جدًّا.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة بهذا اللفظ إلا عيسى بن ميمون، تفرد به حاتم.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ١٥٣): رواه الطبراني في الأوسط هكذا، وفيه عيسى بن ميمون، واختلف في الاحتجاج به، وضعفه الأكثر.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال البخاري: منكر الحديث، وفي رواية: ذاهب الحديث، وفي ثالثة: ضعيف. انظر حاشية تهذيب الكمال للمزي (٢٣/ ٥١).
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه.
وقال ابن معين ليس حديثه بشيء، قال الذهبي: فأما عيسى بن ميمون المكي الذي روى عنه أبو عاصم التفسير، قال فيه ابن معين: ليس به بأس. انظر: تاريخ الإسلام (٤/ ٤٧٢، ٤٧٣) ففرق يحيى بين عيسى بن ميمون المدني ويقال له: الواسطي المتروك وبين المكي الصدوق.
وقال ابن حبان: يروي عن الثقات أشياء كأنها موضوعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>