الأكل عمل لو نظر إليه ناظر لا يشك أنه في غير صلاة فكان منافيًا للصلاة، بخلاف الصوم؛ فإنه يفرق فيه بين النسيان والعمد على قول الجمهور خلافًا للمالكية.
ولأن الأكل والشرب في الصلاة ناسيًا نادر غاية الندرة فلا يعتبر عذرًا بخلاف الصوم فإنه يقع كثيرًا.
ولأنه قد اقترن بحال المصلي ما يذكره من الكف عن الحركة الكثيرة، والامتناع عن الكلام، واستدبار القبلة، ووجوب قراءة الفاتحة وغيرها من أعمال الصلاة، فحالة الصلاة مذكرة، فلا يعفى بالنسيان بخلاف الصوم فإنه لا مذكر فيه.
• ويناقش:
بأن حال المصلي تُذَكِّره فيما لو تطلب الأكل، أما إذا مد يده إلى جيبه فأخذ منه قطعة مما يؤكل فوضعه في فيه، فإنه قد يذهل المصلي عن صلاته الوقت اليسير، خاصة إذا كان مأمومًا يستمع إلى قراءة إمامه، والله أعلم ..
• دليل من قال: الأكل والشرب ناسيًا أو جاهلًا لا يبطل الصلاة مطلقًا:
الدليل الأول:
(ح-٢٤٧٢) ما رواه الشيخان من طريق هشام، حدثنا ابن سيرين،
عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ، قال: إذا نسي، فأكل وشرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه (١).
وجه الاستدلال:
إذا عفي عن الأكل والشرب ناسيًا في الصيام من غير فرق بين القليل والكثير، فأولى أن يعفى عنه في الصلاة، وذلك أن منافاة الأكل والشرب للصيام أشد من منافاته للصلاة، فإن الصيام هو الإمساك عن الأكل والشرب، فإذا أكل أو شرب لم توجد حقيقة الصيام، بخلاف الصلاة، فالأكل والشرب يعتبر عملًا من الأعمال