للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال أيضًا: «فعل عمر في جماعة الصحابة لم ينكره عليه، ولا خالفه فيه واحد منهم، وقد كانوا يخالفونه في أَقَلَّ من هذا مما يحتمل التأويل، فكيف بمثل هذا الأصل الجسيم، والحكم العظيم؟ وفي تسليمهم ذلك لعمر، وإجماعهم عليه ما تسكن القلوب في ذلك إليه؛ لأنهم خير أمة أخرجَت للناس، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، فيستحيل عليهم إضافة إقرار ما لا يرضونه إليهم» (١).

الدليل الخامس:

(ث-٥٦٠) قال الأثرم، سمعت أبا عبد الله -يعني: الإمام أحمد- يقول: حدثنا هشيم، عن خالد بن سلمة، قال: أخبرني محمد بن عمرو بن المصطلق،

أن عثمان بن عفان صلى بالناس صلاة الفجر، فلما أصبح وارتفع النهار فإذا هو بأثر الجنابة، فقال: كبرت والله، كبرت والله، فأعاد الصلاة، ولم يأمرهم بأن يعيدوا (٢).

[حسن إن كان محمد بن عمرو بن الحارث سمعه من عثمان] (٣).


(١) التمهيد (١/ ١٨٤).
(٢) التمهيد لابن عبد البر (١/ ١٨٢).
(٣) رواه أبو بكر الأثرم عن الإمام أحمد نقلًا من التمهيد (١/ ١٨٢)، والاستذكار (١/ ٢٨٩)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٢١٢) من طريق سعيد،
ورواه الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال رواية عبد الله (١٧٢٨)، والدارقطني في السنن (١٣٧٢)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٥٥٨)، وفي الخلافيات (٢٣٧٢) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم (الإمام أحمد، وسعيد بن منصور، وابن مهدي) رووه عن هشيم، عن خالد بن سلمة المخزومي، قال: حدثني محمد بن عمرو بن الحارث بن المصطلق، عن عثمان بن عفان .
لم يروه عن عثمان إلا محمد بن عمرو بن الحارث، قد ذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٣٦٨)، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٩٠) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/ ٢٩)، فلم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وأحاديثه قليلة جدًّا، رواها عنه خالد بن سلمة، وشاركه المسعودي في أثر رواه عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود، كما روى عنه الحجاج بن أرطاة فيما ذكره أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل، ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب التسعة.
وقد روى البخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٩٠): من طريق إبراهيم النخعي، عن محمد بن الحارث -نسبه إلى جده- سافرت مع ابن مسعود.
فإن صح هذا فإنه يكون قد أدرك عثمان؛ لأن ابن مسعود قد توفي قبل عثمان . =

<<  <  ج: ص:  >  >>