فهل كان هذا من الاختلاف، أم أن محمدًا وأباه قد سافر كل واحد منهما مع ابن مسعود؟ فيه احتمال، ولكل منهما مرجح. فأما ما يرجح أن المسافر هو محمد بن عمرو بن الحارث: أن من روى هذا عنه هو إبراهيم النخعي، وهو إمام من أئمة التابعين، بخلاف يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي، فلم يوثقه إلا العجلي وابن حبان. ومما يرجح أن هذا من الاختلاف: أن البخاري أورد هذا الاختلاف في ترجمة محمد بن عمرو، ولو أنه فرق هذا الأثر، فذكر ما يخص الابن في ترجمته، وما يخص الأب في ترجمته، لقوي احتمال أن يكون قد سافر الوالد والابن مع ابن مسعود، فإن صح أن محمدًا سافر مع ابن مسعود، فالإسناد حسن، وهو أقرب، وإلا كان منقطعًا، والله أعلم. وانظر: الإيثار بمعرفة رواة الآثار (ص: ١٦٦). (١) المصنف (٤٥٦٩). (٢) رواه ابن أبي شيبة (٤٥٦٩) حدثنا عبد الأعلى. ورواه عبد الرزاق في المصنف (٣٦٥٠)، وفي الأمالي في آثار الصحابة (١٤٧)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (٤/ ٢١٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٥٥٩). ورواه الدارقطني في السنن (١٣٧٣) ومن طريقه البيهقي في الخلافيات (٢٣٧٣)، من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم (عبد الرزاق، وعبد الأعلى، والثوري) عن معمر به. قال البيهقي في الخلافيات: رواته كلهم ثقات. (٣) المصنف (٤٥٧٥).