كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= بالمسحة الواحدة، وعلم المتأخر منهما، وإليك بيان الاختلاف على أبي ذر ﵁:
فرواه عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر، قال: سألت النبي ﷺ عن كل شيء، حتى سألته عن مسح الحصى؟ قال: واحدةً أو دَعْ.
وهذا الطريق فيه علل، منها:
العلة الأولى: عبد الرحمن بن أبي ليلى، لم يذكروا له سماعًا من أبي ذر إلا ما ذكره سعيد بن خراش فقد أثبت وحده سماعه منه كما في تاريخ دمشق (٣٦/ ٨٨)، ولا يمكن التعويل عليه، وكل ما يرويه عنه ثلاثة أحاديث، أحدها: حديثنا هذا في مسح الحصى.
والثاني: حديث (لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة)، رواه أحمد والنسائي. والثالث: (إن أفضل ما غير الشمط الحناء والكتم) رواه النسائي.
قال البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٣٦٨): «سمع عليًّا وعثمان، وسهل بن حنيف، وقيس بن حنيف، وأبا أيوب، وأم هانئ، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن ربيعة، والبراء، وحذيفة، وكعب بن عجرة، وأبا الدرداء، وسعد بن عبيد ﵃، وعن أبي موسى ﵁، وسمع عبيد الله بن حكيم، وعن المقداد ﵁ … ».
فلم يذكر منهم أبا ذر ﵁،
العلة الثانية: مدار هذا الإسناد على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ.
العلة الثالثة: الاختلاف على محمد بن أبي ليلى في إسناده، فرواه مرة من مسند أبي ذر، ورواه في أخرى من مسند حذيفة، ورواه مرة عن أخيه عيسى، ورواه في أخرى عن عبد الله بن عيسى، وإليك بيان الاختلاف عليه:
فرواه الثوري عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، واختلف على الثوري:
فرواه عبد الرزاق كما في مصنفه (٢٤٠٣)، وعنه أحمد (٥/ ١٦٣)،
ومؤمل بن إسماعيل كما في مسند أحمد (٥/ ١٦٣)،
وأبو عاصم (الضحاك بن مخلد) كما في مسند البزار (٤٠٢١)،
والنعمان بن عبد السلام كما في تاريخ أصبهان (٢/ ١٥٦)، (أربعتهم ثقات إلا مؤمل)، رووه عن سفيان الثوري، عن محمد بن أبي ليلى عن عيسى بن أبي ليلى، -وقال مؤمل: عن أخيه- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر.
وخالفهم الفريابي كما في صحيح ابن خزيمة (٩١٦٠)، وفي مشكل الآثار (١٤٢٩) فرواه عن سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى به.
وذكر (عبد الله بن عيسى) تفرد به الفريابي عن سفيان، وهو وهم.
والمعروف أنه من رواية الثوري، عن محمد بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، وقد توبع الثوري =