للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فلو كان أبو الأحوص ثقة عند الترمذي لقال في حديثه: حسن صحيح كعادته.
وقول الزهري عن أبي الأحوص: شيخ مولى بني غفار كان يصلي بالروضة، هذه ليست عبارة تعديل.
وقال أبو داود كما في سؤالاته: سمعت أحمد يقول: زعموا أن سعد بن إبراهيم قال لابن شهاب: من أبو الأحوص؟ قال: أما رأيت الشيخ الذي كان في المسجد. قيل لأحمد: هو أبو الأحوص الذي روى عن أبي ذر؟ قال: نعم.
وفي التقريب: مقبول، أي حيث يتابع، وإلا ففيه لين، وانظر وجه من ذهب إلى القول بعدالته في بحث الالتفات في الصلاة.
العلة الثانية: نكارة قوله: (فإن الرحمة تواجهه) حيث تفرد بهذا اللفظ أبو الأحوص، وجميع من روى الحديث عن أبي ذر لم يذكر هذا الحرف، بله وجميع أحاديث النهي عن المسح بالحصى لم تذكره.
وقد حاول العراقي أن يوجد علاقة بين قوله: (فإن الرحمة تواجهه) وبين قوله في حديث ابن عمر في الصحيحين في النهي عن البصاق في الصلاة قبل وجهه، فإن الله قبل وجهه إذا صلى.
فكأن المعنى فلا يمسح الحصى فإن الله قبل وجهه، فكان مسح الحصى سببًا في انصرف الله عن العبد، ويلزم منه انصراف الرحمة التي تواجهه، كما أن الله يقبل على العبد إذا صلى ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه، فكأنه عبر عن الشيء بلازمه، فبدلًا من أن يقول: فإن الله قبل وجهه فلا يعبث بالمسح، قال: فإن الرحمة تواجهه.
انظر طرح التثريب (٢/ ٣٨٢)، فيض الباري شرح البخاري (٢/ ٨١).
والسؤال: هل الرحمة التي تواجهه متعلقة بالحصى، فنهى عن مسحها، أم الحكم متعلق بالمسح باعتباره حركة أجنبية في الصلاة، فيلحق بذلك كل عبث بالصلاة، كالعبث في لحيته، وفي أصابعه، فيكون ذكر الحصى لا مفهوم له.
قولان لأهل العلم: والأول هو ظاهر اللفظ، ويؤيده ما رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٧٨٢٣)، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي عطية، عن أبي صالح، قال: إذا سجدت فلا تمسح الحصى، فإن كل حصاة تحب أن يسجد عليها.
وفي إسناده (أبو عطية) تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، قال الذهبي: من مشيخة أبي إسحاق المجاهيل، وفي التقريب: مقبول، لكن جاء في تهذيب الكمال (٢١/ ٥٦٨): قال أبو عبيد الأجري: قلت لأبي داود: أبو عطية الوادعي؟ قال: عمرو بن أبي جندب ثقة.
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٦/ ٢٢٤): «عمرو بن جندب أبو عطية الهمداني الكوفي روى عن علي، وابن مسعود، روى عنه أبو اسحاق الهمداني، والأعمش، سمعت =

<<  <  ج: ص:  >  >>