للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وجه الاستدلال:

قوله: (إن كنت فاعلًا فواحدة) دليل على أن الترك أفضل مطلقًا، وقوله: (فواحدة) مفهومه: المنع من الزيادة على الواحدة، حيث لم تدخل في الإذن، وهو ما جاء منطوقًا في لفظ أبي داود في قوله: (لا تمسح وأنت تصلي فإن كنت فاعلًا فواحدة)، ومع أن النهي الصريح ليس محفوظًا من لفظه، إلا أنه مستفاد من المعنى، فإن قوله: (إن كنت فاعلًا فواحدة) معناه: لا تفعل، فإن كنت فاعلًا فواحدة.

الدليل الثاني:

(ح-٢٢٨٦) ما رواه أحمد، حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب، عن شرحبيل بن سعد،

عن جابر بن عبد الله، قال: سألت النبي ، عن مسح الحصى، فقال: واحدة، ولئن تمسك عنها، خير لك من مائة ناقة، كلها سود الحدقة (١).

ورواه أحمد، حدثنا أبو النضر، عن ابن أبي ذئب ح، وابن أبي بكير، أخبرنا ابن أبي ذئب به، وزادا: فإن غلب أحدكم الشيطان، فليمسح مسحة واحدة (٢).


= ولا يعرف لمنصور بن زاذان رواية عن أبي سلمة إلا هذا الحديث، الذي تفرد به محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبيه، عن خط جده، عن مستلم بن سعيد، عن منصور.
وكل ما يرويه محمد بن إبراهيم، عن مستلم بن سعيد فإنما تفرد بذلك عنه حفيده، محمد بن عثمان بن محمد، عن أبيه، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه … وهي تقريبًا تسعة أحاديث.
ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة صدوق، وله غرائب كما قال الذهبي، وهذا الإسناد من غرائبه، وقد وقع بينه وبين مطين خلاف أدى إلى تعصب وقع بينهما وعلى أحاديث ينكرها كل منهما على الآخر، ولم يثبت اتهامه بالكذب، وقد دفع تهمة الكذب المعلمي في التنكيل (٢/ ٦٩٤).
وقال ابن عدي: … محمد هذا على ما وصفه عبدان، لا بأس به، وابتلي مطين بالبلدية، لأنهما كوفيان جميعًا، قال فيه ما قال، وتحول محمد هذا إلى بغداد، وترك الكوفة، ولم أر له حديثًا منكرًا.
وقد أجمل الكلام فيه الذهبي، فقال: كان محدثًا فَهِمًا واسع الرواية، صاحب غرائب، وله تاريخ كبير لم أره. والله أعلم.
والغرابة لا تنافي الصحة، خاصة أن المتن ليس غريبًا، وهو محفوظ عن أبي سلمة من رواية يحيى بن أبي كثير عنه، وهي في الصحيحين كما علمت، والله أعلم.
(١) المسند (٣/ ٣٠٠).
(٢) المسند (٣/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>