لم يقل أحد عن مسلم بن إبراهيم، عن أبان إلا محمد بن خزيمة، والجماعة رووه عن مسلم ابن إبراهيم عن هشام الدستوائي. ومحمد بن خزيمة وثقه ابن يونس، وابن حبان، وقال: مستقيم الحديث، فهذا الإسناد شاذ من رواية مسلم بن إبراهيم، كما أن المحفوظ من لفظ مسلم بن إبراهيم النهي الصريح عن المسح، بلفظ: (لا تمسح وأنت تصلي، فإن كانت فاعلًا فواحدة). هذا ما يتعلق برواية يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، والحديث مشهور به. وأما رواية منصور بن زاذان، عن أبي سلمة: فرواها الطبراني في الأوسط (٥٤٦٨)، وأبو بكر بن خلاد كما (في فوائده أبي بكر بن خلاد مخطوط منشور ضمن بعض البرامج الحاسوبية) وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٦٢٣٩)، كلاهما حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثني أبي قال: وجدت في كتاب أبي، وبخطه: حدثنا مستلم بن سعيد، عن منصور بن زاذان، عن أبي سلمة، عن معيقيب بن أبي فاطمة قال: سألت رسول الله ﷺ: أيسوي الرجل الحصى وهو يصلي؟ قال: إن كان لا بد فمرة واحدة. فهذا الطريق تفرد به محمد بن عثمان بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه (عثمان) قال: وجدت في كتاب أبي بخطه … وذكر الحديث، فمن يقصد بصاحب الخط؟ أيقصد (محمد بن إبراهيم بن عثمان) كما هو الظاهر، أم يقصد بالأب جده (إبراهيم بن عثمان أبا شيبة)، فقد يطلق الأب على الجد، كما فهم ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٦٩)، من الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط (٥٤٦٦)، وفي الكبير (١٢/ ٤٨) ح ١٢٤٣٧، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثني أبي، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه، حدثنا عمران بن أبي عمران، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ص: من اتبع كتاب الله هداه من الضلالة .... الحديث. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٦٩): رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط، وفيه أبو شيبة، وهو ضعيف جدًّا، فحمل الأب على الجد، ولا أدري ما حجته في ذلك، ولا أستطيع أن أجزم بخطأ الهيثمي قبل أن أقف على حجته، فإن كان قوله صحيحًا كان الإسناد لا يعتبر به. وإن كان المقصود بأبيه: محمد بن إبراهيم كما هو ظاهر الإسناد، وهو الأقرب، فهذا قد قال فيه ابن معين، ثقة مأمون، ولم أكتب عنه شيئًا، كما في تاريخ بغداد (ت بشار) (٢/ ٢٦٥)، وترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ١٨٥)، والبخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢٥) وسكتا عنه، فلم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٤٤٠). =