للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأشكل معنى الحديث كيف يكون الاختصار في الصلاة راحة أهل النار، فإن قصد أنه من فعل أهل النار بالدنيا، فيكون المعنى النهي الاختصار لكونه من فعل الكفار، وهم أهل النار، قال الخطابي: «المعنى: أنه فعل اليهود في صلاتهم، وهم أهل النار، لا على أن لأهل النار المخلدين فيها راحة … » (١).

وقال القاضي عياض في إكمال المعلم نحوه (٢).

وهذا خلاف غالب النصوص التي تنهى عن التشبه، فإنها تنهى عن التشبه بالكفار، أو بالمشركين أو بأهل الكتاب من يهود ونصارى، لكن لا يعرف إطلاق النهي عن التشبه بأهل النار ويريد بذلك الدنيا، وليس الآخرة.

وإن قصد أن الاختصار من راحة أهل النار في الآخرة، فيكون النهي عن التشبه بأفعال أهل النار.

(ث-٥٤٨) فروى ابن أبي شيبة في المصنف من طريق خالد بن معدان، عن عائشة، أنها رأت رجلًا واضعًا يده على خاصرته، فقال: هكذا أهل النار في النار (٣).

[ضعيف] (٤).

ونقل ابن رجب وابن الملقن عن مجاهد، أنه قال: هو استراحة أهل النار في النار (٥).

وما في مصنف عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طريق ابن جريج، عن إسحاق بن


(١) غريب الحديث للخطابي (١/ ٢٧٧)، وانظر شرح البخاري لابن بطال (٣/ ٢٠٩)، والتوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (٩/ ٣٢٠)، ونقله ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث، ولم ينسبه (٢/ ٣٧).
(٢) إكمال المعلم (٢/ ٤٧٩).
(٣) المصنف (٤٥٩٢).
(٤) خالد بن معدان، قال أبو زرعة: لم يلق عائشة . انظر: جامع التحصيل (١٦٧).
(٥) فتح الباري لابن رجب (٩/ ٣٧٢)، والتوضيح لشرح الجامع الصحيح (٩/ ٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>