وذكر تقي الدين المقريزي في المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (٤/ ٧): «قال الواقدي: حدثنا محمد بن هلال قال: أوَّلُ من أحدث المحراب المجوّف عمر بن عبد العزيز، ليالي بني مسجد النبي ﷺ. وقال السمهودي في خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى (٢/ ١١٤): «أسند يحيى، عن عبد المهيمن بن عباس، عن أبيه، قال: مات عثمان، وليس في المسجد شرفات، ولا محراب، فأول من أحدث المحراب والشرفات عمر بن عبد العزيز». وعبد المهيمن قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. ولو ثبت وجود المحاريب قبل وفاة ابن مسعود لقيل: إن النفي المذكور يخص الحرم النبوي. «وقال القضاعي: أول من أحدث ذلك عمر بن عبد العزيز، وهو يومئذٍ عامل للوليد بن عبد الملك على المدينة حينما جدد المسجد، وزاد فيه». نقل ذلك الزركشي في إعلام الساجد بأحكام المساجد (ص: ٣٦٣)، وعلي القارئ كما في عون المعبود (٢/ ١٠٣)، وصاحب مرقاة المفاتيح (٢/ ٦٢٤)، وصاحب المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود (٤/ ٩٥). ا كما نقل الزركشي في الكتاب نفسه (ص: ٣٦٣) عن القضاعي أنه وقف ثمانون رجلًا من الصحابة ﵃، منهم الزبير ﵁، على إقامة قبلة جامع عمرو بن العاص، وإنما قرة بن شريك جعل المحراب المجوف، وأول من أحدث ذلك عمر بن عبد العزيز، وهو يومئذ عامل الوليد بن عبد الملك على المدينة. وانظر: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (١/ ٦٧)، وحسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (٢/ ٢٣٩)، وفتاوى الشوكاني (٦/ ٣٠٢٥).