للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فليحمل الحديث عليها (١).

وهذا الحمل ضعيف؛ لأن قوله: (اتقوا هذه المذابح) فاستخدام اسم الإشارة الخاص بالقريب (هذه المذابح) يجعل (أل) في المذابح للعهد؛ فكأنه يشير إلى شيء معهود، وموجود، ومعروف لهم، ومحاريب المساجد لم تكن موجودة في عصر الوحي، ولا في عصر الخلفاء الراشدين، فلو أن الحديث قال: (اتقوا المذابح) لقيل: يحذر منها قبل وجودها، بخلاف قوله: (اتقوا هذه المذابح)، فتعين حملها على ما كان موجودًا في عصر الوحي، وهي صدور المجالس.

وهذا ما حمله عليه جماعة من العلماء، منهم الهيثمي في مجمع الزوائد، والمناوي في فيض القدير، والشوكاني، والصنعاني (٢).

قال ابن الأثير: «المحراب: الموضع العالي المشرف، وهو صدر المجلس أيضًا، ومنه سمي محراب المسجد، وهو صدره وأشرف موضع فيه، ومنه حديث أنس (أنه كان يكره المحاريب) أي لم يكن يحب أن يجلس في صدر المجلس ويترفع على الناس» (٣).

الدليل الرابع:

(ث-٥٤٢) ما رواه البزار من طريق أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة،

عن عبد الله، أنه كره الصلاة في المحراب وقال: إنما كانت الكنائس، فلا تشبهوا بأهل الكتاب. يعني: أنه كره الصلاة في الطاق.

قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا من حديث أبي حمزة بهذا الإسناد … » (٤).

[إسناده ضعيف، ورواه النخعي عن ابن مسعود بإسناد أصح، ولكن بلفظ:


(١) انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (١/ ١٩٩)، المداوي لعلل الجامع الصغير (١/ ١٨١).
(٢) مجمع الزوائد (٨/ ٦٠)، فيض القدير (٢/ ١١٦)، الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني (٦/ ٣٠٢٢)، التنوير شرح الجامع الصغير للصنعاني (١/ ٣٥٠).
(٣) النهاية في غريب الحديث (١/ ٣٥٩)، وانظر: الغريبين في القرآن والحديث (٢/ ٤١٨).
(٤) البحر الزخار (١٥٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>