للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي متكئ بين ظهرانيهم .... الحديث (١).

فإذا شارك الإمام غيره من المأمومين في المكان انتفت الكراهة؛ لانتفاء علة التكبر على المأمومين، والله أعلم.

• دليل من قال بالجواز مطلقًا:

استدلوا بفعل النبي وصلاته على المنبر، وسبق ذكره من مسند سهل بن سعد المتفق على صحته.

قال الدارمي: في ذلك رخصة للإمام أن يكون أرفع من أصحابه.

وقال البخاري في صحيحه: قال علي بن عبد الله: سألني أحمد بن حنبل، ، عن هذا الحديث، قال: فإنما أردت أن النبي كان أعلى من الناس، فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث .... (٢).

• ويجاب عن هذا من أكثر من وجه:

الوجه الأول:

بأن ما ذكره البخاري عن الإمام أحمد، قال عنه ابن رجب: «هذا غريب عن الإمام أحمد، لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه، وقد اعتمد عليه ابن حزم وغيره، فنقلوا عن أحمد: الرخصة في علو الإمام على المأموم.

وهذا خلاف مذهبه المعروف عنه، الذي نقله عنه أصحابه في كتبهم، وذكره الخرقي ومن بعده، ونقله حنبل ويعقوب بن بختان، عن أحمد، أنه قال: لا يكون الإمام موضعه أرفع من موضع من خلفه» (٣).

وقال ابن دقيق العيد: «من أراد أن يجيز هذا الارتفاع من غير قصد التعليم، فاللفظ لا يتناوله، والقياس لا يستقيم؛ لانفراد الأصل بوصف معتبر تقتضي المناسبة اعتباره» (٤).


(١) صحيح البخاري (٦٣).
(٢) صحيح البخاري (١/ ٨٥).
(٣) فتح الباري لابن رجب (٢/ ٤٥٣، ٤٥٤).
(٤) شرح عمدة الأحكام (١/ ٣٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>