للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا أحبك. قال: أوصيك يا معاذ لا تدعنَّ في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. قال: وأوصى بذلك معاذ: الصنابحي، وأوصى الصنابحي: أبا عبد الرحمن، وأوصى أبو عبد الرحمن: عقبة بن مسلم (١).

[صحيح] (٢).

فلو كان الدعاء بصيغة الجمع لقال: اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

الدليل الثالث:

أن هذه الأذكار والأدعية لم يعين الشارع لها مكانًا، فربما قام النبي بعد الصلاة مباشرة، فيأتي بالأذكار بعد ما ينصرف.

وربما مكث في مصلاه بعد انصرافه عن القبلة فيذكر الله في مصلاه، ولو كان الإمام يدعو، والمأموم يؤمن لم ينصرف من مصلاه حتى يفرغ من الأذكار.

(ح-٢١٢٤) فقد روى البخاري، قال: حدثنا يحيى بن قزعة، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن هند بنت الحارث،

عن أم سلمة ، قالت: كان رسول الله إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، ويمكث هو في مقامه يسيرًا قبل أن يقوم.

ورواه البخاري، قال: حدثنا أبو الوليد، حدثنا إبراهيم بن سعد به، بلفظ: أن النبي كان إذا سلم يمكث في مكانه يسيرًا.

قال ابن شهاب: «فنرى والله أعلم لكي ينفذ من ينصرف من النساء» (٣).

ففي هذا الحديث دليل على أنه كان يفارق مكانه، ولا يصح حمله على تغير هيئة الجلوس بالانصراف عن القبلة، لقولها كما في رواية البخاري: (قبل أن يقوم).

ولأن من غير هيئة جلوسه فقط يصدق عليه أنه ما زال ماكثًا في مكانه.

وقوله: (كان إذا سلم) دليل على أن هذا حاله دائمًا أو كثيرًا.


(١) المسند (٥/ ٢٤٤).
(٢) سبق تخريجه، انظر: (ح-٢٠٨٦).
(٣) صحيح البخاري (٨٧٠، ٨٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>