للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

العبادة فإن من أحدثها يرى أنه على طريقة أفضل من طريقة النبي وأصحابه، فلو كان يرى هديهم أكمل لما استبدل هديهم ببدعته، وهذا استدراك على الشارع قبيح بالمسلم أن يفعله، فلا هدي خير من هدي النبي ، ولا وسع الله على من لم يسعه هدي النبي وهدي صحابته، وشر الأمور محدثاتها، والله أعلم.

الدليل الثاني:

الأحاديث الواردة في الدعاء بعد الصلاة كان النبي يخص به نفسه دون المصلين، ولو كان يدعو والجماعة تؤمن ما خص نفسه بالدعاء دونهم، من ذلك:

(ح-٢١٢١) ما رواه مسلم من طريق ابن أبي زائدة، عن مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء،

عن البراء، قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله ، أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تبعث -أو تجمع- عبادك (١).

ولو كان يدعو والجماعة تؤمن لوقع بصيغة الجمع: رب قنا عذابك …

(ح-٢١٢٢) ومنها ما رواه مسلم من طريق الوليد، عن الأوزاعي، عن أبي عمار، اسمه شداد بن عبد الله، عن أبي أسماء،

عن ثوبان، قال: كان رسول الله ، إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام. قال الوليد: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: تقول: أستغفر الله، أستغفر الله (٢).

فواضح من الحديث أن النبي كان يستغفر وحده بصيغة الإفراد.

(ح-٢١٢٣) ومنها ما رواه الإمام أحمد، قال: حدثنا المقرئ، حدثنا حيوة قال: سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي،

عن معاذ بن جبل، أن النبي أخذ بيده يومًا، ثم قال: يا معاذ إني لأحبك. فقال


(١) صحيح مسلم (٦٢ - ٧٠٩).
(٢) صحيح مسلم (١٣٥ - ٥٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>