للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم (١).

وفي رواية لمسلم: أن النبي كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنًا (٢).

فلو كان يذكر الله جماعيًا، أو كان يدعو، والجماعة تؤمن لَفَعَلَه النبي ، ولو فعله لنقل ذلك إلينا.

قال ابن تيمية: «كان أصحاب رسول الله إذا اجتمعوا أمروا واحدًا منهم يقرأ، والناس يستمعون .... وكان عمر يقول لأبي موسى: ذكرنا ربنا. فيقرأ، وهم يستمعون لقراءته .... » (٣).

الوجه الثاني:

لو صح أن هذه الأحاديث في الذكر الجماعي، فهو خاص في مجالس الذكر، ولا يصح قياس أذكار الصلوات عليها لسببين:

السبب الأول:

أن مجالس الذكر من الذكر المطلق، والإذن فيه أوسع وأذكار الصلوات من الذكر المقيد، المرتبط بوقت وسبب، ومقدار معين.

السبب الثاني:

من شروط القياس المجمع عليها أن يكون الفرع لا نص فيه، فيقاس على أصل فيه نص لعلة جامعة، وأذكار الصلاة وأدعيتها نصوصها صريحة أنها تقال بشكل انفرادي، فيبطل القياس، والصلاة يقاس عيلها، ولا تقاس هي على غيرها، فعبادة تفعل في اليوم خمس مرات ويجتمع عليها المسلمون، وقد تواتر النقل العملي في نقل معظم صفاتها، ما الحاجة أن نقيس ما يقال في أذكارها وهي تتكرر كل يوم، على ما يقال في مجالس الذكر العارضة، والتي تعقد بلا سبب، ولا وقت، ولا مقدار معين، فالقوي لا يقاس على الضعيف، واضطرارهم إلى القياس في


(١) صحيح مسلم (٢٨٦ - ٦٧٠).
(٢) صحيح مسلم (٢٨٧ - ٦٧٠).
(٣) مجموع الفتاوى (١١/ ٥٣٣، ٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>