للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• ويناقش الاستدلال بهذه الأحاديث من وجوه:

الوجه الأول:

هذه الأحاديث عند الرجوع إلى فهم السلف لا تدل على استحباب الذكر الجماعي، وإنما تدل على استحباب الاجتماع على ذكر الله، وهناك فرق كبير بينهما، فالاجتماع على ذكر الله مستحب مندوب إليه بمقتضى الأحاديث الواردة في فضله على الوجه المشروع الذي كان يعمل به النبي ، وفهمه الصحابة، لا على الصفة التي أنكرها الصحابة رضوان الله عليهم.

ولقد كان للنبي اجتماع يومي بعد صلاة الصبح إلى ارتفاع الشمس، يذكرون الله فيه بما أنعم عليهم من نعمة الإسلام، وبما كانوا عليه من أمر الجاهلية، فهل كان ذكرهم لله جماعيًا، أو كان أحدهم يدعو والبقية يؤمن؟.

(ح-٢١٢٠) فقد روى مسلم من طريق سماك بن حرب، قال:

قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول ؟ قال: نعم كثيرًا، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح، أو الغداة، حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام،


= يقصد الهيثمي: رافع أبا الجعد الغطفاني الأشجعي والد سالم، مولاهم الكوفي، وهذا لا يعرف له رواية عن أبي أمامة، وإنما روى عن أبي ذر، وعن ابن مسعود، وعن علي بن أبي طالب.
تابع أبا الجعد أبو طالب الضبعي،
رواه عفان كما في مسند أحمد (٥/ ٢٥٥)،
وسليمان بن حرب كما في مسند أحمد (٥/ ٢٥٣)، ومسند الروياني (١٢٦٢)، والدعاء للطبراني (١٨٨٢)، وفي المعجم الكبير (٨/ ٢٦٥) ح ٨٠٢٨،
وحجاج بن منهال كما في المعجم الكبير للطبراني (٨/ ٢٦٥) ح ٨٠٢٨،
واللاحقي كما في تاريخ أصبهان (٢/ ٢٥٤) أربعتهم عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي طالب الضبعي، عن أبي أمامة.
وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان ضعيف.
وفي تاريخ أصبهان قال: (عن أبي غالب الضبعي)، وكذا أورده ابن كثير في جامع المسانيد وابن حجر في أطراف المسند في ترجمة أبي غالب، عن أبي أمامة.
فإن صح ذكر أبي غالب فهو ضعيف أيضًا، والله أعلم، وليس في هذه الرواية ذكر لمجلس الذكر، وإنما فيه فضل الذكر في هذين الوقتين، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>