للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= يعتنون بحديثه، ولا يمكن احتمال تفرد مثل يحيى بن عيسى عنه.
الثاني: والأعمش لم يسمع من أنس .
فطريق قتادة والأعمش وسليمان التيمي كلها غرائب وأفراد فهي طرق منكرة، فالأول تفرد عنه موسى بن خلف، والثاني: تفرد به يحيى بن عيسى الرملي. والثالث تفرد به ضعيفان ويبقى الطريق المعروف في حديث أنس هو طريق يزيد بن أبان الرقاشي حيث روي عنه من طرق كثيرة، إلا أن يزيد الرقاشي ضعيف، لهذا أرى أن الحديث ضعيف، ولا يعتبر بالطرق الأخرى لتقويته، والله أعلم.
وقد روي من حديث أبي أمامة، وعلى ضعفه، فهو أحسن من حديث أنس ، إلا أن الذكر فيه ليس مقيدًا بالاجتماع على ذكر الله، بل ظاهره ترتب الأجر على مطلق الذكر، ولو كان منفردًا.
وقد روي عن أبي أمامة من طريقين:
الطريق الأول: أبو الجعد، عن أبي أمامة.
رواه محمد بن جعفر كما في مسند أحمد (٥/ ٢٥٤)، وفي الجزء الثاني من حديث ابن معين رواية أبي بكر المروزي (٩٤)،
والنضر بن شميل كما في المعجم الكبير للطبراني (٨/ ٢٦٠) ح ٨٠١٣، كلاهما عن شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت أبا الجعد يحدث عن أبي أمامة، قال: خرج رسول الله على قاص يقص، فأمسك، فقال رسول الله : قُصَّ فَلأَنْ أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس أحب إلي من أعتق أربع رقاب، وبعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب.
قال عبد الله بن أحمد كما في العلل (٢/ ١٦٥) سألت أبي عن حديث شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت أبا الجعد، عن أبي أمامة … وذكر الحديث. قال أحمد: لا أدري من أبو الجعد هذا.
وقول بعض العلماء: هو مولى لبني ضبعة لا يخالف كلام الإمام أحمد فإن مولى بني ضبعة هذا لا يعرف، وقد روى عنه اثنان: أبو التياح، وقتادة بن دعامة، وليس له رواية عن أحد إلا عن أبي أمامة، روى عنه حديثين، هذا أحدهما، وفيه ثالث اختلف فيه: هل هو عن أبي الجعد، أو عن سالم أبي الجعد، ولم يترجم له ابن حجر في التعجيل، ولا الحسيني في الإكمال.
ويشكل على هذا الحديث أن القصاص لم يكونوا معروفين في عصر الوحي، وقد روى ابن سعد في الطبقات (٥/ ٤٦٣) قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، قال: أول من قص عبيد بن عمير على عهد عمر بن الخطاب.
وهذا إسناد في غاية الصحة إلى ثابت، فعفان من أثبت أصحاب حماد، وحماد من أثبت أصحاب ثابت.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٩٠): «رجاله موثوقون إلا أن فيه أبا الجعد، عن أبي أمامة، فإن كان هو الغطفاني فهو من رجال الصحيح، وإن كان غيره فلم أعرفه».=

<<  <  ج: ص:  >  >>