للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والأفضل ألا ينقص عن مائة؛ لأن أحاديثها أصح أحاديث الباب.

وجمع البغوي بين هذا الاختلاف باحتمال أن يكون ذلك صدر في أوقات متعددة، أولها عشرًا عشرًا، ثم إحدى عشرة إحدى عشرة، ثم ثلاثًا وثلاثين ثلاثًا وثلاثين، ويحتمل أن يكون ذلك على سبيل التخيير، أو يفترق بافتراق الأحوال، وقد جاء في حديث زيد بن ثابت وابن عمر أنه أمرهم أن يقولوا كل ذكر منها خمسًا وعشرين، ويزيدوا فيها لا إله إلا الله خمسًا وعشرين .... (١).

وهل يستحب الترتيب بين التسبيح والتحميد والتكبير، قولان لأهل العلم:

أكثر الروايات جاء على هذا النحو، (تسبحون وتحمدون وتكبرون) فبدأ بالتسبيح، فالتحميد، فالتكبير:

فقيل: إن هذا الترتيب مطلوب؛ لأنها جاءت به هكذا أكثر الرويات، فنبدأ بما بدأ به الرسول ، كما أن الرسول بدأ بالسعي بالصفا، وقال: أبدأ بما بدأ الله به تعليلًا لتقديم البداءة به (٢).

وهو مقصود حيث المعنى، فالبداءة بالتسبيح؛ لأنه يتضمن نفى النقائص عن الباري ، ولأنه من باب التخلية، فيبدأ به قبل التحلية، ثم التحميد؛ لتضمنه إثبات الكمال له؛ إذ لا يلزم من نفى النقائص إثبات الكمال، وبعد ذلك يأتي التكبير بعد الثناء فكأنه اعتراف من العبد بأنه لن يحصي ثناء على الله؛ لأن الله أكبر من كل ثناء يتصوره المخلوق؛ ولأنه لا يلزم من نفى النقائص، وإثبات الكمال أن يكون هناك كبير آخر، فاعترف العبد بأن الله أكبر، كما يفيده حذف المفضل منه للإطلاق: أي أن الله أكبر من كل شيء، ثم ختم ذلك بالتهليل الدال على انفراده بجميع ذلك (٣).

وقيل: الترتيب غير مقصود؛ لأن قوله: (تسبحون وتحمدون وتكبرون) جاء الفصل بينها بالواو، وهي لا تفيد ترتيبًا من حيث الوضع، فهي لمطلق الجمع، فإذا


(١) فتح الباري (٢/ ٣٣٠)، شرح الزرقاني على الموطأ (٢/ ٣٥).
(٢) فتح الباري (٢/ ٣٢٨).
(٣) حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (ص: ٣١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>