للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فصار التسبيح ثلاثًا وثلاثين، والتحميد والتكبير مثل ذلك على ثلاث صفات:

الأولى: أن يقتصر على التسبيح والتحميد والتكبير، فيكون المجموع تسعة وتسعين.

الثانية: أن يقول ذلك ويختم تمام المائة بالتوحيد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

الثالثة: أن يسبح ثلاثًا وثلاثين، ويحمد ثلاثًا وثلاثين، ويكبر أربعًا وثلاثين.

هذه هي الصفات المأثورة في صفة التسبيح والتحميد والتكبير أدبار الصلوات.

وقد اختار ابن تيمية ثبوت جميع هذه الصفات (١).

وذهب الحافظ ابن حجر وابن القيم إلى أن صفة إحدى عشرة لا تثبت، وأن سهيل أخطأ في تفسير الحديث، ولم يتابع عليه (٢).

والقائلون في هذه الصفات كلها أو أكثرها يجيزون كل ما ثبت عن النبي إلا أنهم اختلفوا أيجمع بينها، أم يتخير، أم أن أحدها أفضل من الآخر، وكلها أقوال في المسألة.

فقيل: يجمع بينها، فيسبح ثلاثًا وثلاثين، ويحمد مثل ذلك، ويكبر أربعًا وثلاثين، ويختم ذلك بالتهليل، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اختار ذلك فخر الدين الدمياطي من المالكية، والنووي من الشافعية (٣).

قال النووي: «كلها زيادات من الثقات يجب قبولها، فينبغي أن يحتاط الإنسان فيأتي بثلاث وثلاثين تسبيحة، ومثلها تحميدات، وأربع وثلاثين تكبيرة، ويقول معها: لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلى آخرها ليجمع بين الروايات» (٤).

وهذا القول فيه نظر؛ لأن هذه الصفات لم يثبت أن الرسول جمعها كلها في فعل واحد، فالوقوف مع الروايات أن تقول هذه مرة، وهذه مرة، فكل ما صح فعله عن النبي على وجوه متنوعة لا يكره منه شيء، ويفعل كما ورد في الرواية


(١) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (٢/ ٢٠٦)، مجموع الفتاوى (٢٢/ ٤٩٤).
(٢) زاد المعاد (١/ ٢٩٠)، فتح الباري (٢/ ٣٨٢).
(٣) شرح زروق على الرسالة (١/ ٢٤٩)، الفواكه الدواني (١/ ١٩٣)، شرح النووي على مسلم (٥/ ٩٤).
(٤) شرح النووي على صحيح مسلم (٥/ ٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>