للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما يفسره، وإلا كان من قبيل المشكل، إلا أنه هنا لا يعتبر مشكلًا فلو دعا به المصلي قبل وبعد السلام فلا إشكال؛ لأنه إن كان الراجح في الدبر هو المنفصل كان ذكره قبل السلام في جملة الدعاء المطلق المأذون فيه، وإن كان الدبر هو المتصل فقد أصاب موضعه، والله أعلم.

وإن اعتبرناه من قبيل العام باعتبار لفظ (دبر) نكرة مضافة إلى معرفة وهي (الصلاة)، والنكرة إذا أضيفت إلى معرفة عمَّت فيشمل الدبر المتصل والمنفصل، وليس هذا ببعيد، خاصة أن الموضعين محل للدعاء، والعام جارٍ على عمومه حتى يرد ما يخصصه، ولا أعلم مخصصًا من النصوص، وإذا كان النص صالحًا لأفراده فلا مانع من العمل بعمومه، والله أعلم.

وأحيانًا يطلق الدبر، ويكون نسبيًا، ولو كان في أثناء الصلاة.

كما في حديث ابن عباس، قال: قنت رسول الله شهرًا متتابعًا في الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، وصلاة الصبح في دبر كل صلاة، إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الأخيرة يدعو على أحياء من بني سليم، على رعل، وذكوان، وعصيه، ويؤمن من خلفه (١).

وهناك أذكار أخرى تركتها اقتصارًا على ما تقدم، ولعل بعض المباحث القادمة تستدعي تخريج بعضها كالصفات المتنوعة في الأذكار الواردة بعد الصلاة إن شاء الله تعالى، فسوف أعقد فصلًا مستقلًا إن شاء الله تعالى لبيان التنوع الوارد في هذه العبادة، أسأل الله وحده العون والتوفيق.


(١) رواه أحمد (١/ ٣٠١)، وأبو داود (١٤٤٣)، وابن الجارود في المنتقى (٢٢١)، والطبري في تهذيب الآثار، مسند ابن عباس (١/ ٣١٦)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٣٥٣)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢١٥)، والحاكم في المستدرك (٨٢٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٢٨٥، ٣٠١) من طريق ثابت بن يزيد، ثنا هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
تفرد بالقنوت في الصلوات كلها هلال بن خباب، وأين أصحاب عكرمة عن هذا الحديث لو كان ذلك من حديث عكرمة، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>