للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقوله: (دبر الصلاة) مجمل، يحتمل أنه أراد الدبر المنفصل، أي بعد السلام، وعليه أكثر العلماء؛ لحديث: (تسبحون دبر كل صلاة .. ) (١)، فإن هذا بعد السلام قولًا واحدًا.

وحديث أبي أمامة: في قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة … الحديث، فإن المقصود به الدبر المنفصل، وسيأتي تخريجه في الفصل التالي لهذا المبحث.

وحديث كعب بن عجرة في مسلم: (معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة ثلاث وثلاثون تسبيحة … ) الحديث (٢).

وحديث المغيرة بن شعبة أن رسول الله -كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد (٣).

فكذلك هذا الحديث قياسًا عليها، فلو عنى به قبل السلام لجاء في النصوص ما يقيد ذلك.

ويحتمل أنه عنى به الدبر المتصل، أي الدعاء بعد الفراغ من التشهد، وقبل السلام من الصلاة، ورجح ذلك ابن تيمية؛ لأن عامة الأدعية المأثورة كانت قبل السلام، فكذلك هذا (٤).

فالنصوص تحمل على الغالب، لا على القليل.

لكن غالب هذه الأدعية العامة المأثورة جاء في النصوص ما يدل على أن ذلك كان قبل السلام، فتقيدت به، بخلاف هذا الحديث.

والموضعان يشرع فيهما الدعاء، إلا أن الدعاء بعد السلام هو من الدعاء المقيد الوارد بالسنة بلا زيادة، ولا نقص.

والدعاء قبل السلام يشرع فيه المقيد والمطلق، لقوله : (ثم ليتخير من


(١) صحيح البخاري (٦٣٢٩)، ومسلم (١٤٢ - ٥٩٥).
(٢) صحيح مسلم (١٤٤ - ٥٩٦).
(٣) صحيح البخاري (٦٣٣٠)، ومسلم (١٣٧ - ٥٩٣).
(٤) مجموع الفتاوى (٢٢/ ٥١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>