وله شاهدان: الشاهد الأول: من مسند ابن مسعود ﵁. رواه البزار في مسنده (٢٠٧٥) حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، قال: أخبرنا وكيع، عن إسرائيل وأبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، أن النبي ﷺ كان يقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك. ولم يقيد ذلك في دبر الصلاة. وهذا إسناد صحيح، وظاهر الإسناد أن وكيعًا يرويه عن إسرائيل وعن أبي إسرائيل يونس بن أبي إسحاق. لكن رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٢١١) من طريق أبي مسلم محمد بن أحمد بن سعيد المؤدب، حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، حدثنا وكيع، عن أبيه وإسرائيل، عن أبي إسحاق به. فهذا الإسناد يبين أن وكيعًا يرويه عن أبيه الجراح بن مليح وعن إسرائيل. ويونس بن أبي إسحاق أحفظ من الجراح بن مليح. وأرى أن طريق البزار أرجح؛ لأن البزار أقوى من محمد بن أحمد بن سعيد المؤدب فإن فيه جهالة. وعلى كل حال فالاعتماد في تصحيح الإسناد على رواية إسرائيل عن أبي إسحاق، والطريق الثاني يعتبر متابعًا. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، والله أعلم. الشاهد الثاني: مرسل عروة بن الزبير، عن النبي ﷺ. رواه هشام بن عروة واختلف عليه فيه: فرواه جعفر بن عون كما في مصنف ابن أبي شيبة (٢٩٨٢٥)، والدعوات الكبير للبيهقي (١/ ٣٦٢)، وشعب الإيمان له (٤٤١٠)، والشكر لابن أبي الدنيا (٤). ومعمر بن راشد كما في الجامع لمعمر بن راشد (١٩٦٣٢)، كلاهما (ابن عون ومعمر)، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان من دعاء النبي ﷺ: اللهم أعني على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك. وخالفهما حماد بن سلمة، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، أن رسول الله ﷺ كان يقول: اللهم أعني على شكرك، وذكرك، وحسن عبادتك، وأعوذ بك أن يغلبني دين أو عدو، وأعوذ بك من غلبة الرجال. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢٩٤٠٠) حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة به. ورواه أبو سعيد النقاش في أماليه (٥٢) من طريق عبد الله ومحمد ابنا المنذر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ﵄ أن النبي ﷺ قال: من أحب أن يجتهد في الدعاء، فليقل: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك. والمحفوظ رواية جعفر بن عون ومعمر المرسلة، والله أعلم.