استدلوا بالدعاء بعد السلام في دعاء الاستخارة، وكذلك في دعاء النبي لآل بيت أم سليم وخص أنسًا ﵁ بعد أن صلى ﵊ في بيت أم سليم، وقد سبق لي ذكر هذه الأحاديث، والذي دعاني لعدم إعادتها أن هذه الأحاديث ليس فيها أن النبي ﷺ رفع يديه، وقد ذكرتها في مسألة مشروعية الدعاء بعد الصلاة، ولا حجة فيها على مشروعية رفع الأيدي بالدعاء بعد الصلاة، فارجع إليها إن شئت، والله أعلم.
الدليل الرابع:
(ث-٤٩٥) ومنها ما رواه البيهقي في السنن الكبرى من طريق زيد بن الحباب، حدثني جعفر بن إبراهيم -من ولد عبد الله بن جعفر ذي الجناحين- حدثني محمد ابن عمر بن علي بن أبي طالب،
أن عليًّا، ﵁ لم يقاتل أهل الجمل حتى دعا الناس ثلاثًا حتى إذا كان اليوم الثالث دخل عليه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر ﵃، فقالوا: قد أكثروا فينا الجراح، فقال: يا ابن أخي والله ما جهلت شيئًا من أمرهم إلا ما كانوا فيه، وقال: صب لي ماءً، فصب له ماء، فتوضأ به، ثم صلى ركعتين حتى إذا فرغ رفع يديه ودعا ربه، وقال لهم: إن ظهرتم على القوم فلا تطلبوا مدبرًا، ولا