عن أبي يحيى به. ونسب يحيى بن سعيد القطان أبا يحيى في روايته، فقال: حدثني أبو يحيى مولى جعدة. وذكر ابن حبان في الثقات بأنه سمعان الأسلمي، والصواب ما قاله ابن القطان. وقد روى عنه اثنان: الأعمش وموسى بن أبي عثمان، ووثقه ابن معين، وروى له مسلم حديثًا واحدًا متابعة على اختلاف فيه، فالمعتمد على توثيق يحيى بن معين له. وموسى بن أبي عثمان هو المؤذن، كوفي روى عنه شعبة، والثوري، وقال الثوري: كان مؤذنًا، ونعم الشيخ كان، وذكره ابن حبان في الثقات، وفي التقريب: مقبول، يعني حيث يتابع، وقد توبع في هذا. فهذا الإسناد فيه لين، وله متابعات لا تخلو من ضعف، لكنها صالحة في المتابعات. المتابعة الأولى: رواه منصور بن المعتمر، واختلف عليه: فرواه وهيب، عن منصور، عن يحيى بن عباد، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: المؤذن يغفر له مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، ولشاهد الصلاة خمس وعشرون درجة، ويكفر عنه ما بينهما. رواه أبو محمد الفاكهي في الفوائد (١٩٠) وعنه ابن بشران في الأمالي (٩٧٤)، من طريق وهيب به. وفي فتح الباري لابن رجب (٥/ ٢٢٣): وسأل وهيب منصورًا عن عطاء هذا، فقال: هو رجل، قال: وليس ابن أبي رباح ولا ابن يسار. ورواه جرير، وفضيل بن عياض، وزائدة بن قدامة، عن منصور، عن يحيى بن عباد، عن عطاء رجل من أهل المدينة، عن أبي هريرة موقوفًا. ذكره ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٥١٥)، والدارقطني في العلل (١٦١٣). ورواه عبد الرزاق في المصنف (١٨٦٣) ومن طريقه أخرجه أحمد (٢/ ٢٦٦)، وعبد بن حميد كما في المنتخب من مسنده (١٤٣٧)، وابن حبان (١٦٧٠). وأخرجه إسحاق بن راهويه (١٥٢) كلاهما (عبد الرزاق وإسحاق) عن معمر، عن منصور، عن عباد بن أنيس، عن أبي هريرة مرفوعًا. ومعمر في منصور ليس بالقوي، وحديثه عن أهل العراق فيه ضعف. وعباد بن أنيس ذكره ابن حبان في الثقات (٤٢٦٤)، ولم يوثقه أحد غيره، قال الآجري، عن أبي داود: كان منصور لا يروي إلا عن ثقة. قال الدارقطني في العلل (١٦١٣) بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «ووهم فيه معمر … ، والصحيح: قول زائدة وفضيل بن عياض وجرير». يعني الرواية الموقوفة. =