للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وجه الاستدلال:

الحديث صريح أن بلالًا لا يؤذن حتى يدخل وقت صلاة الفجر.

• وأجيب بجوابين:

الجواب الأول:

أن بلالًا كان أول ما شرع الأذان يؤذن وحده، ولا يؤذن للصبح حتى يطلع الصبح، وإنما احتيج للأذان الثاني حين كبرت المدينة، واتسعت، واحتاج الناس إلى الأذان قبل الوقت ليتأهبوا للصلاة، كما احتاج الناس إلى إحداث الأذان الأول للجمعة قبل الصلاة.


= احتاج الصحابة إلى أذان آخر قبل الصبح من أجل أن يتأهبوا لصلاة الصبح، فأمر بالأذان ابن أم مكتوم، وصار بلال يؤذن بليل، ومعلوم أن الأذان شرع في أول السنة الثانية من الهجرة، وهذا يعني تقدم صحبة هذه المرأة من بني النجار، بينما عروة بن الزبير ولد في أول خلافة عثمان، أو أواخر خلافة عمر، فإلى حين أن يكبر، ويتأهل للسماع يحتاج إلى سنوات، فأخشى أن يكون عروة بن الزبير لم يسمعه من هذه الصحابية، وتكون روايته عنها كروايته عن أبي بكر الصديق، وعمر، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وعويم بن ساعدة، وغيرهم ممن يرسل عنهم، ولم أقف على طريق واحد يصرح به عروة بن الزبير بالسماع من هذه المرأة. وقد ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى أن اسمها النوار بنت مالك بن صرمة، أم زيد بن ثابت، قال ابن سعد في الطبقات (٨/ ٤١٩) أخبرنا محمد بن عمر، حدثني معاذ بن محمد، عن يحيى ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، قال: أخبرني من سمع النوار أم زيد بن ثابت تقول: كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن فوقه من أول ما أذن إلى أن بنى رسول الله مسجده، فكان يؤذن بعد على ظهر المسجد، وقد رفع له شيء فوق ظهره، إلا أن هذا الإسناد ضعيف جدًّا، فيه الواقدي محمد بن عمر رجل أخباري متروك، ومعاذ بن محمد مجهول، والراوي عن النوار مبهم.
العلة الرابعة: الاختلاف فيه على أحمد بن محمد بن أيوب:
فرواه أبو داود في سننه (٥١٩) حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب.
وقال المزي في التحفة (١/ ١٢١)، وفي تهذيب الكمال (١/ ٤٣٣): «رواه أبو سعيد بن الأعرابي، عن أبي داود، قال: حدثت عن إبراهيم بن سعد».
العلة الخامسة: ذكر بعضهم أن هذا الحديث معارض لحديث: إن بلالًا يؤذن بليل، وهذا ليس بشيء.
هذه خمس علل، وبعضها لا يمكن دفعه تدل على ضعف هذا الحديث، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>