(٢) الحديث رواه أبو داود في سننه (٥١٩)، ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (١/ ٦٢٥)، حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، حدثنا إبراهيم بن سعد به. وقد انفرد به أبو داود، ولم يروه غيره من أصحاب الكتب التسعة. وقال المزي في التحفة (١/ ١٢١)، وفي تهذيب الكمال (١/ ٤٣٣): «رواه أبو سعيد بن الأعرابي، عن أبي داود، قال: حدثت عن إبراهيم بن سعد». ورواه ابن هشام في السيرة (٣/ ٤٢) عن زياد بن عبد الله البكائي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر. فصرح محمد بن إسحاق بالتحديث، والسبيل في ترجيح أحد الطريقين العنعنة أو التصريح كالترجيح بين الوصل والإرسال، والزيادة والنقص، يقدم الأوثق على الثقة، والثقة على الصدوق، والصدوق على الضعيف، ولا شك أن إبراهيم بن سعد له عناية خاصة بالطريقة التي يحدث بها محمد بن إسحاق، كما سيأتي إن شاء الله تعالى عند النقل عنه. وسكت عليه أبو داود، وحسنه ابن دقيق العيد كما في نصب الراية (١/ ٢٨٧)، وابن حجر في الفتح (٢/ ٨١). وضعفه النووي في المجموع (٣/ ١١٤)، والخلاصة (٨٢٥). ولهذا الحديث أكثر من علة، وبعضها أقوى من بعض. العلة الأولى: هذا الحديث تفرد به أحمد بن محمد بن أيوب، وفيه غفلة، عن إبراهيم بن سعد، ولا أعلم أحدًا تابع أحمد بن محمد بن أيوب في روايته عن إبراهيم بن سعد. قال يعقوب بن شيبة: ليس من أصحاب الحديث، ولا يعرفه أحد بالطلب، إنما كان وراقًا. =