الطريق الثاني: عن الحسن، عن أنس. أخرجه البزار في مسنده البحر الزخار (٦٦٦٧)، والدارقطني (١/ ٢٤٥)، والبيهقي في الخلافيات كما في مختصره (١/ ٤٦٦)، من طريق محمد بن القاسم الأسدي (كذَّبه أحمد)، حدثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس، قال: أذن بلال قبل الفجر، فأمره النبي ﷺ أن يرجع فيقول: ألا إن العبد نام .... وذكر الحديث. قال أحمد كما في العلل لابنه (١٨٩٩): محمد بن القاسم يكذب، أحاديثه موضوعة. وقال الدارقطني: محمد بن القاسم الأسدي: ضعيف جدًّا. وفي إسناده الربيع بن صبيح، رجل صالح كان من عباد أهل البصرة، إلا أنه ضعيف في الحديث، قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (٧/ ٢٧٧): حدث عنه الثوري، وأما عفان فتركه. وقال عفان عن أحاديثه: كلها مقلوبة. الجرح والتعديل (٣/ ٤٦٥). وقال ابن المديني: صالح، وليس بالقوي. إكمال تهذيب الكمال (٤/ ٣٤١). قال البزار: لا نعلم رواه عن الحسن، عن أنس، إلا محمد بن القاسم، تفرد به عن أنس. الشاهد الثالث: حديث بلال. رواه إسحاق بن راهويه في مسنده كما في المطالب العالية (٢٣٠)، وإتحاف الخيرة المهرة (٨٩٦) أخبرنا أحمد بن أيوب، عن أبي حمزة السكري، عن جابر، عن أبي نصر، قال: قال بلال ﵁ أذنت بليل، فقال النبي ﷺ: منعت الناس من الطعام والشراب، انطلق، فاصعد، فَنَادِ: ألا إن العبد قد نام … وذكر بقيته. ورواه الدولابي في الكنى (١٩٢٣) من طريق علي بن صالح، عن جابر، عن أبي نصر، قال: أذن بلال بليل … وذكر بقيته. وهذا إسناد ضعيف جدًّا، فيه جابر الجعفي متروك، وشيخه أبو نصر ضعيف جدًّا، ولم يدرك بلالًا. فلا يصلح للاعتبار. الشاهد الرابع: عن الحسن البصري مرسلًا، ومرسلات الحسن من أضعف المراسيل. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٢٣٠٧) من طريق أشعث (هو ابن سوار)، والقاسم بن ثابت السرقسطي في غريب الحديث كما في نصب الراية (١/ ٢٨٦) من طريق أبي سفيان السعدي، كلاهما عن الحسن، قال: أذن بلال بليل، فأمره النبي ﷺ أن ينادي، ألا إن العبد نام .. وذكر بقيته، وزاد القاسم بن ثابت قصة أن الحسن سمع مؤذنًا أذن بليل، فقال: علوج تباري الديوك، وهل كان الأذان على عهد رسول الله ﷺ إلا بعد طلوع الفجر؟ ولقد أذن بلال بليل، فأمره النبي ﷺ فصعد، فنادى … وذكر بقية الحديث. وأشعث ضعيف، وأبو سفيان السعدي، واسمه: طريف بن شهاب متفق على ضعفه، قال عنه =