عن نافع به. وجعلا القصة لبلال أيضًا، وهذا منكر، فقد خالفهما كل من شعيب بن حرب (ثقة ثبت)، ووكيع مثله، عن نافع، أن مؤذنًا لعمر ﵁، فجعلا القصة لمؤذن عمر. ورواه الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، كان لعمر مؤذن يقال له مسعود .... وهذا وإن جعل القصة لمؤذن عمر ﵁ إلا أنه شاذ أيضًا، فقد خالف الدراوردي حماد بن زيد، وهو أحفظ منه. هذا وجه الاختلاف على ابن عمر. وأما رواية نافع، أن مؤذنًا لعمر: فرواه حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع به، رواه أبو داود معلقًا. ورواه وكيع، عن ابن أبي رواد، عن نافع به موصولًا. وقيل: عن نافع، عن مؤذن لعمر، رواه شعيب بن حرب، عن ابن أبي رواد، عن نافع به، وهذه تحتمل أن تكون (عن مؤذن عمر)، وتحتمل أن تكون (عن) بمعنى (أن) فتكون موافقة لرواية وكيع، وحماد بن زيد، وهو الأظهر. وأرجح هذه الطرق والله أعلم، رواية حماد، عن عبيد الله. ورواية وكيع، وشعيب بن حرب، عن ابن أبي رواد، كلاهما (عبيد الله، وابن أبي رواد) عن نافع، أن مؤذنًا لعمر … والله أعلم، وهذا الطريق كما سلف منقطع، والله أعلم. وللحديث شواهد: الشاهد الأول: عن حميد بن هلال مرسلًا، رواه أبو نعيم في كتاب الصلاة (٢٢١). والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٣٨٤) من طريق المقرئ (أبي عبد الرحمن)، كلاهما، عن سليمان ابن المغيرة. ورواه الدارقطني (١/ ٢٤٤) من طريق هشيم، حدثنا يونس بن عبيد، كلاهما (سليمان بن المغيرة ويونس) عن حميد بن هلال، قال: أذن بلال بليل، فقال له رسول الله ﷺ: ارجع إلى مقامك فناد ثلاثًا: إن العبد قد نام، وهو يقول: ليت بلالًا لم تلده أمه … وابتل من نضح دم جبينه. وهذا رجاله ثقات إلا أنه مرسل. قال الحافظ في الدراية (١/ ١١٩): وهذا مرسل قوي. اه وقال عنه مغلطاي في شرح ابن ماجه (١/ ١١٤٤): مرسل بسند صحيح. اه وخالفهما إسماعيل بن مسلم، فرواه عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة العدوي. رواه البيهقي في الخلافيات كما في مختصر الخلافيات (١/ ٤٦٧)، وكمال الدين بن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (٢/ ١٠٠٠). =