فرواه حماد بن سلمة، عن أيوب عن نافع، عن ابن عمر، أن بلالًا أذن قبل طلوع الفجر فأمره النبي ﷺ … الحديث رواه أبو داود (٥٣٢) وعبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب (٧٨٢)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ١٣٩)، والدارقطني (١/ ٢٤٤)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٥٦٣)، من طرق عن حماد بن سلمة به. وتابع حمادًا سعيد بن زربي ذكره الدارقطني في سننه، قال: «تابعه سعيد بن زربي، وكان ضعيفًا عن أيوب». قلت: سعيد بن زربي قال البخاري كما في التاريخ الكبير (٣/ ٤٧٣): «عنده عجائب». وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين (٢٧٨): ليس بثقة. وخالفهما معمر، كما في مصنف عبد الرزاق (١٨٨٨) ومن طريق عبد الرزاق رواه الدارقطني في سننه (١/ ٢٤٤) فرواه عن أيوب، قال: أذن بلال مرة بليل، فقال النبي ﷺ اخرج فَنَادِ: إن العبد قد نام، فخرج يقول: ليت بلالًا لم تلده أمه. فأعضله، فلم يذكر نافعًا ولا ابن عمر. هذا ما يخص الاختلاف على أيوب. وعلى هذا فطريق أيوب الراجح فيه أنه معضل، وأن وصله شاذ. قال ابن حجر كما في الفتح (٢/ ١٠٣): «اتفق أئمة الحديث علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والبخاري، والذهلي، وأبو حاتم، وأبو داود، والترمذي، والأثرم، والدارقطني على أن حمادًا أخطأ في رفعه، وأن الصواب وقفه على عمر بن الخطاب، وأنه هو الذي وقع له ذلك مع مؤذنه، وأن حمادًا انفرد برفعه … ». وانظر كلام علي بن المديني في سنن الترمذي (١/ ٣٩٥)، وسنن البيهقي (١/ ٣٨٣). وكلام أحمد بن حنبل في شرح ابن رجب للبخاري (٥/ ٣٢٧). وكلام أبي حاتم في العلل لابنه (٢/ ١٩٧). وكلام أبي داود في سننه بإثر ح (٥٣٣)، وكلام الترمذي في سننه (١/ ٣٩٤)، وكلام الذهلي في سنن البيهقي (١/ ٣٨٣)، والتحقيق لابن الجوزي (٤١٧). وكلام الدارقطني في العلل (١٢/ ٣٣٩) و (١٣/ ٢٣). وقد حكم عليه الذهلي بالشذوذ، انظر سنن البيهقي (١/ ٣٨٣)، وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٠/ ٥٩): «وهذا حديث تفرد به حماد بن سلمة، دون أصحاب أيوب، وأنكروه عليه، وخطؤوه؛ لأن سائر أصحاب أيوب، يروونه عن أيوب، قال: أذن بلال مرة بليل .. فذكره مقطوعًا». وهل إذا اتفق هؤلاء الأئمة يبقى نظر لأحد بعدهم؟ لا وربك، قسم لا أخشى الحنث فيه، =