للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وهو طلوع الفجر، فيخطئه بلال لما ببصره، ويصيبه ابن أم مكتوم؛ لأنه لم يكن يفعله حتى يقول له الجماعة: أصبحت أصبحت (١).

• وأجيب عن ذلك من وجوه:

أحدها: أن قول النبي : (إن بلالا يؤذن بليل) يقتضي أن هذه كانت طريقته وعادته دائمًا، وليس عن خطأ قد يتعرض له نادرًا.

ثانيًا: أن نداء بلال قبل الوقت كان مرادًا للشارع، وليس نتيجة خطأ عارض.

(ح-١٢٠) ففي صحيح الإمام البخاري من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي،

عن عبد الله بن مسعود، عن النبي قال: لا يمنعن أحدَكم أو أحدًا منكم أذانُ بلالٍ من سحوره؛ فإنه يؤذن أو ينادي بليل؛ ليرجع قائمكم؛ ولينبه نائمكم (٢).

وهذا صريح في أنه كان يؤذن قبل الفجر عمدًا؛ لغرض صحيح أفصح عنه النبي بقوله: (ليرجع القائم، وينتبه النائم) والرجوع والانتباه من أجل السحور والتأهب لصلاة الصبح.

ثالثًا: أن القدح في أذان بلال، قدح باختيار النبي له، فهو المؤذن الراتب للنبي في سائر الأوقات، وكان بتعيين من النبي ابتداءً، حتى فَضَّله على عبد الله بن زيد بن عبد ربه الذي أُرِيَ الأذانَ، فلو كان في بصره ما يقدح في اعتماد خبره لَغَيَّرَه النبي ، وقد استمر بلال على الأذان طيلة حياة النبي ، وأراده له أبو بكر فامتنع (٣).

الدليل الثالث:

أن الأذان قبل الوقت في صلاة الصبح هو عمل أهل الحرمين، ينقلونه خلفًا عن سلف، حتى قال مالك في الموطأ: «لم تزل الصبح ينادى لها قبل الفجر، فأما


(١) المرجع السابق (١/ ١٤١).
(٢) صحيح البخاري (٦٢١)، ورواه مسلم (١٠٩٣).
(٣) انظر طرح التثريب (٢/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>