للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

واحتج الطحاوي أيضًا بما في الصحيح: (ولم يكن بينهما إلا مقدار ما يصعد هذا وينزل هذا) (١).

فلما كان بين أذانيهما من القرب ما ذكرنا ثبت أنهما كانا يقصدان وقتًا واحدًا،


= ورواه حجاج بن منهال كما في المعجم الكبير للطبراني (٧/ ٢٣٦) ح ٦٩٨٠، عن همام به، وليس فيه: (فإن في بصره سوءًا). وهذا يكشف لك أن همامًا كان يهم فيه، فمرة يذكر هذه الزيادة، ومرة لا يذكرها، وهو في حفظه شيء.
قال عفان: كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه، ولا ينظر فيه، وكان يخالف فلا يرجع إلى كتابه. وكان يكره ذلك. قال: ثم رجع بعد، فنظر في كتبه، فقال: يا عفان كنا نخطئ كثيرًا، فاستغفر الله. وعلق على ذلك ابن حجر في التهذيب قائلًا: وهذا يقتضي أن حديث همام بأخرة أصح ممن سمع منه قديمًا، وقد نص على ذلك أحمد بن حنبل. ومما يبين أن هذا من أوهام همام، أن الحديث قد رواه شعبة، وعبد الله بن سوادة، وأبو هلال الراسبي (محمد بن سليم) كلهم رووه عن سوادة به، ولم يذكروا ما ذكره همام، وإليك تخريج مروياتهم.
فقد رواه مسلم (١٠٩٤)، وأحمد (٥/ ١٣)، والروياني في مسنده (٨٦١)، وأبو داود (٢٣٤٦)، والطبراني في المعجم الكبير (٧/ ٢٣٦) ح ٦٩٨٣، وأبو عوانة في مستخرجه (١١٠٧)، والطوسي في مستخرجه على الترمذي (٦٤٩)، وابن خزيمة في صحيحه، (١٩٢٩)، والدارقطني (٣/ ١١٧، ١١٨)، والحاكم (١/ ٥٨٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٥٥٩)، وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (٢٤٥٨) من طريق عبد الله بن سوادة.
ورواه أبو داود الطيالسي (٩٣٩)، ومسلم (١٠٩٤)، وأحمد (٥/ ١٨)، والنسائي في المجتبى (٢١٧١)، وفي السنن الكبرى (٢٤٩٢)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ١٣٨)، وأبو عوانة في مستخرجه (٢٧٧٩) عن شعبة.
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٨٩٢٧)، وأبو داود الطيالسي (٩٤٠)، وأحمد (٥/ ١٣)، والترمذي (٧٠٦)، والطبراني في الكبير (٧/ ٢٣٦) ح: ٦٩٨٢، من طريق أبي هلال الراسبي (محمد بن سليم)، ثلاثتهم رووه عن سوادة بن حنظلة الهلالي به، ولم يذكروا قول همام (ليس ببصره شيء).
قال ابن عبد الهادي في التنقيح (٢/ ٦٦): سوادة: هو ابن حنظلة القشيري، إمام مسجد بني قشير، قال أبو حاتم: شيخ. وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يرووا له غير هذا الحديث.
قال الترمذي: هذا حديث حسن.
(١) رواه البخاري في الصحيح من قول القاسم (١٩١٨)، ورواه مسلم في الصحيح من قول ابن عمر (١٠٩٢)، وسوف أتعرض إن شاء الله تعالى في هذا الكتاب لتحقيق هذه اللفظة، من قالها؟ وما تحتمله من الفقه، أسأل الله وحده العون والتوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>