للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= رواه البخاري في صحيحه (٦٦٤) من طريق حفص بن غياث، قال: حدثنا الأعمش به، وفيه: .... فأراد أبو بكر أن يتأخر، فأومأ إليه النبي أن مكانك، ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه، قيل للأعمش: وكان النبي يصلي، وأبو بكر يصلي بصلاته، والناس يصلون بصلاة أبي بكر، فقال: برأسه نعم.
قال ابن رجب في فتح الباري (٦/ ٧٢): «وأما ما ذكره حفص بن غياث في روايته عن الأعمش، أنه قيل للأعمش: فكان النبي يصلي، وأبو بكر يصلي بصلاته، والناس يصلون بصلاة أبي بكر، فأشار برأسه: نعم، فإنه يشعر بأن هذه الكلمات ليست من الحديث الذي أسنده الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، بل هي مدرجة، وقد أدرجها أبو معاوية ووكيع في حديثهما عن الأعمش.
ورواه عن همام، عن الأعمش، فلم يذكر فيه هذا الكلمات بالكلية، وهذا أيضًا يشعر بإدراجها.
وقد روى عروة، عن عائشة، أن النبي أمر أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه، فكان يصلي بهم. قال عروة: فوجد رسول الله من نفسه خفة فخرج فذكر معنى ذلك أيضًا، وهذا مدرج مصرح بإدراجه، وقد خرجه البخاري فيما بعد كذلك». اه كلام الحافظ ابن رجب.
ولا يُظَن بابن رجب بأنه حكم بإدراجها نصرة للمذهب كما ظنه بعض الفضلاء، لأن ابن رجب أتقى لربه أن يضعف حديثًا تعصبًا، فلا نظن بابن رجب ولا بأئمة أهل الحديث إلا ما نظنه بأنفسنا، وللعلم فالإمام أحمد قد صحح أن أبا بكر كان يقتدي بالنبي، ونقل ذلك ابن رجب عنه.
هذا ما يخص الاختلاف على الأعمش، وأكثر الرواة عن الأعمش على أن المقدم أبو بكر، فلو سَلِمَ طريق الأعمش من العلة التي في رواية حفص بن غياث، وخطأنا رواية شعبة عن الأعمش: أن النبي صلى خلف أبي بكر، فإن الحديث لن يسلم من الاختلاف في الطرق الأخرى.
وأما طريق مسروق، عن عائشة:
فرواه أبو وائل شقيق بن سلمة، عن مسروق، عن عائشة، واختلف على أبي وائل:
فرواه عاصم بن أبي النجود (صدوق له أوهام)، عن شقيق به، وفيه: فقام أبو بكر بجنب النبي والنبي قاعد، يصلي أبو بكر بصلاة النبي ، والناس يصلون بصلاة أبي بكر.
فوافق رواية الأعمش، من رواية الجماعة عنه.
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٧١٦٧)، وابن حبان في صحيحه (٢١١٨).
قال ابن رجب في الفتح (٦/ ٧٥): «عاصم هو ابن أبي النجود، ليس بذاك الحافظ».
وقد خالفه من هو أوثق منه: نعيم بن أبي هند (ثقة)، فرواه عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة، قالت: صلى رسول الله خلف أبي بكر قاعدًا في مرضه الذي مات فيه.
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٧١٦٨)، ومن طريقه الطحاوي في مشكل الآثار (٤٢٠٨، ٥٦٤٨)، وفي شرح معاني الآثار (١/ ٤٠٦)، وابن حبان في صحيحه (٢١١٩).
ورواه إسحاق بن راهويه (١٤١٧)، وأحمد في المسند (٦/ ١٥٩)، والترمذي في السنن =

<<  <  ج: ص:  >  >>