وأخرجه أحمد في المسند (٦/ ١٥٩)، وفي فضائل الصحابة (٢٤٠)، والنسائي في المجتبى (٧٨٦)، وفي الكبرى (٨٦٣)، والطحاوي في مشكل الآثار (٤٢٠٩)، وابن خزيمة (١٦٢٠) عن بكر بن عيسى، قال: سمعت شعبة بن الحجاج به، بلفظ: أن أبا بكر صلى بالناس، ورسول الله ﷺ في الصف. وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات. قال ابن رجب في الفتح (٦/ ٧٤): «وقد رجح أحمد رواية بكر بن عيسى، على رواية شبابة، وذكر أنها مخالفة لها، وقد يقال: ليست مخالفة لها، فإن المراد بالصف صف المأمومين، فهما إذن بمعنى واحد». اه ورواه سليمان التيمي، عن نعيم بن أبي هند به، بتمامه، وفيه: … قالت: فلما أحس أبو بكر بمجيء النبي ﷺ، أراد أن يستأخر، فأومأ إليه أن يثبت. قالت: وجيء بنبي الله ﷺ، فوضع بحذاء أبي بكر في الصف. رواه ابن حبان في صحيحه (٢١٢٤). قال ابن رجب في الفتح (٦/ ٧٤): «ومنعه من التأخر يدل على أنه أراد أن يستمر على إمامته». وأما رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة: فرواه شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، واختلف على شعبة فيه: فرواه ابن خزيمة (١٦٢١)، وابن حبان (٢١١٧) من طريق بدل بن المحبر، قال: حدثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة به، بلفظ: أن أبا بكر صلى بالناس، ورسول الله ﷺ في الصف خلفه. قال ابن خزيمة: فلم يصح الخبر أن النبي ﷺ كان هو الإمام في المرض الذي توفي فيه في الصلاة التي كان هو فيها قاعدًا، وأبو بكر والقوم قيام؛ لأن خبر مسروق وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة، أن أبا بكر كان الإمام، والنبي ﷺ مأمومٌ … إلخ. ورواه أبو داود الطيالسي، كما في مسند أحمد (٦/ ٢٤٩)، حدثنا شعبة بهذا الإسناد، وفيه: فكان رسول الله ﷺ بين يدي أبي بكر يصلي بالناس قاعدًا، وأبو بكر يصلي بالناس، والناس خلفه. وظاهره أن الناس كان لهم إمامان: فالرسول ﷺ إمام لأبي بكر، وأبو بكر إمام للناس. ورواه زائدة بن قدامة، حدثنا موسى بن أبي عائشة به، واختلف على زائدة بن قدامة: فرواه عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة بن قدامة، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله ابن عبد الله، عن عائشة، وفيه .... فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه ألا يتأخر، وأمرهما فأجلساه إلى جنبه، فجعل أبو بكر يصلي =