للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

على خلاف بينهم في معنى كون الإبل خلقت من الشياطين.

فقال قوم: هو على ظاهره (١).

واستدلوا على ذلك بقوله: لا تصلوا في مبارك الإبل، فإنها خلقت من الشياطين، فرتب كونها خلقت من الشياطين بالفاء على النهي دليل على أنه علته.

وقد كرهت الصلاة في مواضع الشيطان كالحش، ولقوله حين نام عن صلاة الصبح في ذلك الوادي: ليأخذ كل رجل برأس راحلته، فإن هذا منزل حَضَرَنَا فيه الشيطان. رواه مسلم (٢).


= وعبيد الله بن طلحة ذكره ابن خلفون وابن حبان في الثقات، وقال فيه ابن حجر: (مقبول) يعني حيث يتابع، وقد توبع.
وابن سعد مقدم في ابن إسحاق، وله عنايته في حفظ ما صرح به بالسماع، فالإسناد حسن.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١٠٩٢) من طريق محمد بن مسلمة، حدثنا محمد بن إسحاق به.
وأخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (١٧٥)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٦٣٠) عن إبراهيم بن محمد، عن عبيد الله بن طلحة بن كريز به.
وإبراهيم بن محمد متروك، وكان الشافعي حسن الظن به.
وقد قال أبو حاتم الرازي: كذاب متروك الحديث.
فهؤلاء أربعة من الرواة رووه عن الحسن البصري بذكر أنها خلقت من الشياطين، وفيهم يونس بن عبيد من أثبت أصحاب الحسن البصري.
وقد رواه جماعة عن الحسن دون ذكر الشياطين، منهم:
أشعث بن عبد الملك (ثقة) كما في المجتبى من سنن النسائي (٧٣٥)، والكبرى من سنن النسائي (٨١٦).
وقتادة كما في مسند أحمد (٥/ ٥٥، ٥٦)، ومسند عبد بن حميد كما في المنتخب (٥٠١)، وأمالي المحاملي (٨٥)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٦٢٨).
وعمرو بن عبيد كما في مصنف عبد الرزاق (١٦٠٢).
قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٣٣٣): «وأكثرها تواترًا وأحسنها: حديث البراء، وحديث عبد الله بن مغفل، رواه نحو خمسة عشر رجلًا عن الحسن، وسماع الحسن من عبد الله بن مغفل: صحيح».
(١) المسالك في شرح موطأ مالك (٣/ ١٩٥)، تأويل مختلف الحديث (ص: ٢٠٤).
(٢) رواه مسلم (٦٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>