للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

صلاتكم، ولا تتخذوها قبورًا (١).

وجه الاستدلال:

ترجم البخاري لهذا الحديث له في صحيحه، فقال: باب كراهية الصلاة في المقابر، فحمل البخاري النهى من جعل البيوت كالمقابر التي لا تجوز الصلاة فيها، ولهذا شبه النبي البيت الذي لا يصلى فيه بالمقابر التي لا يصلى فيها دلالة على أن المقابر ليست بموضع للصلاة.

• وأجيب:

بأن الحديث قال: لا تجعلوها قبورًا؛ ولم يقل: مقابر، فالقبر هو الحفرة التي يدفن بها الميت، والمقابر: اسم للمكان المشتمل على القبور، والقبر ليس محلًّا للصلاة، فإن العبد إذا مات، وصار في قبره لم يُصَلِّ، فالمعنى صلوا في بيوتكم، ولا تكونوا كالأموات في قبورهم؛ فإنهم لا يصلون، وليس في الحديث تعرض لمنع الصلاة في المقابر.

• ورد هذا:

بأن القبر موضع لا يتأتى الصلاة فيه، فلا يحمل كلام الشارع عليه.

بدليل أن قوله في الحديث المتفق عليه: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.

ولا يتصور اتخاذ القبر نفسه مسجدًا، فأطلق القبر، وأراد به المكان الذي حول القبر، وهو المقبرة، واللغة لا تمنع من إطلاق القبور، وإرادة المقابر، فإن القبور جزء من المقبرة، ولا تكون مقبرة بمجرد إعدادها للدفن حتى يدفن فيها، وإطلاق بعض الشيء على كله له أصل في اللغة، كإطلاق الرقبة على العبد.

(ح-٩٥٥) وروى مسلم في صحيحه من طريق سهيل، عن أبيه،

عن أبي هريرة، أن رسول الله ، قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة (٢).

فشبه البيوت التي لا يقرأ فيها القرآن بالمقابر، وإذا كانت المقبرة ليست محلًّا


(١) صحيح البخاري (١١٨٧)، ومسلم (٧٧٧).
(٢) صحيح مسلم (٧٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>