وله شاهدان،: الشاهد الأول: أثر ابن عمر ﵄. روى مسلم في صحيحه (١٧ - ٦٩٤) من طريق أبي أسامة، حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: صلى رسول الله ﷺ بمنى ركعتين، وأبو بكر بعده، وعمر بعد أبي بكر، وعثمان صدرًا من خلافته. ثم إن عثمان صلى بعد أربعًا، فكان ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعًا، وإذا صلاها وحده صلى ركعتين. وهو في مصنف ابن أبي شيبة (١٣٩٧٨)، ومستخرج أبي عوانة (٢٣٤٢، ٣٥١٣)، ومسند أبي العباس السراج (١٤٤٦)، وفي حديثه جمع أبي القاسم الشحامي (١٧٠٦)، وفي شرح معاني الآثار (١/ ٤١٧)، وفي مستخرج أبي نعيم (١٥٥٥)، والسنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٢٢٤). وتابع أبا أسامة (حماد بن أسامة): عقبة بن خالد كما في صحيح ابن حبان (٣٨٩٣)، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر به، وسنده صحيح. وتابع مالك عبيد الله بن عمر على هذا اللفظ. فرواه في الموطأ (١/ ١٤٩) عن نافع، أن عبد الله بن عمر كان يصلي وراء الإمام بمنى أربعًا، فإذا صلى لنفسه صلى ركعتين. ورواه يحيى بن سعيد القطان كما في صحيح البخاري (١٠٨٢)، وصحيح مسلم (١٧ - ٦٩٤)، وأكتفي بهما. والإمام الزهري كما في صحيح البخاري (١٦٥٥)، وأكتفي بالصحيح. وأبو خالد (سليمان بن حيان الأزدي صدوق) كما في صحيح ابن خزيمة (٢٩٦٣)، ووهيب بن خالد (ثقة ثبت) كما في مسند أبي العباس السراج (١٤٢٤)، وابن أبي زائدة وعقبة بن خالد، كما في صحيح مسلم (١٧ - ٦٩٤)، ولم يذكر لفظهم. أربعتهم رووه عن عبيد الله بن عمر به، وذكر أنه صلى مع النبي ﷺ بمنى ركعتين، وأبي بكر وعمر، ومع عثمان صدرا من إمارته ثم أتمها. ولم يذكروا فعل ابن عمر. وتابع سالم وحفص بن عاصم نافعًا على هذا اللفظ. رواه مسلم (١٦ - ٦٩٤) من طريق الزهري، عن سالم، ورواه مسلم (١٨ - ٦٩٤) من طريق حبيب بن عبد الرحمن، سمع حفص بن عاصم، كلاهما (سالم، وحفص) عن ابن عمر به، ولم يذكرا فعل ابن عمر ﵄، وأكتفي في صحيح مسلم. وفعل ابن عمر محفوظ، ويكفي أنه جاء من طريق الإمام مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وهذا من أصح الأسانيد، وهو يصدق رواية أبي أسامة وعقبة بن خالد، والله أعلم.