وصحح بعضهم إسناده باعتبار أن شيوخ معاوية بن قرة ينجبر بعددهم جهالتهم، مع احتمال أن يكون بعضهم من الصحابة، وجهالتهم لا تضر، فإن معاوية بن قرة تابعي. خالف مسددًا كل من: الشافعي في الأم (٧/ ١٩٨، ١٩٩). وابن أبي شيبة في المصنف، ت الشثري (١٤٥٢٧)، فروياه عن أبي معاوية، عن الأعمش، قال: حدثني معاوية بن قرة، أن عبد الله صلى بعدها أربعًا … وذكر الأثر، وأسقط شيوخ معاوية بن قرة، ومعاوية بن قرة لم يسمع هذا من ابن مسعود. وقد رواه البيهقي في المعرفة (٤/ ٢٦٠) من طريق الشافعي فيما بلغه عن أبي معاوية، عن الأعمش، قال: حدثني معاوية بن قرة، أن عبد الله صلاها بعدها أربعًا. فقيل له: عبت على عثمان وتصلي أربعًا؟ فقال: الخلاف شر. فساقه الشافعي بلاغًا لا مسندًا، والله أعلم. الطريق السادس: عن قتادة عن الرسول ﷺ مرسلًا. رواه عبد الرزاق في المصنف (٤٢٦٩) عن معمر، عن قتادة أن رسول الله ﷺ وأبا بكر وعمر، وعثمان صدرًا من خلافته كانوا يصلون بمكة وبمنى ركعتين، ثم إن عثمان صلاها أربعًا، فبلغ ذلك ابن مسعود، فاسترجع، ثم قام فصلى أربعًا، فقيل له: استرجعت ثم صليت أربعًا؟ قال: الخلاف شر. وهذا ضعيف لإرساله وضعف إسناده، فإن راية معمر عن قتادة متكلم فيها. فهذه الطرق هي التي وقفت عليها في حديث ابن مسعود أنه صلى أربعًا متابعة لأمير المؤمنين عثمان بن عفان، وهذه الطرق لا تخلو من ضعف، والاجتهاد هل مجموع هذه الطرق يجعلها محفوظة، أو يقال: إن متابعة ابن مسعود لعثمان ﵄ وصلاته خلفه أربعًا زيادة منكرة أو شاذة، لمخالفتها رواية الصحيحين، فالمحفوظ من طريق عبد الرحمن بن يزيد النخعي، عن ابن مسعود رواية الصحيحين وليس فيهما أن عثمان قد أتم الصلاة. وطريق قرة بن إياس، تفرد به عنبسة دون أصحاب أبي إسحاق، وقد خولف. وطريق معاوية بن قرة، عن شيوخ له، عن ابن مسعود، في إسناده مجهولون، وقد خولف، فروي عن معاوية بن قرة، عن ابن مسعود، وهذا منقطع. ومرسل قتادة ضعيف؛ لأنه مع كونه مرسلًا، فهو من رواية معمر، عن قتادة. فمن يريد أن يقوي هذا الطرق بمجموعها، ومخالفتها لرواية الصحيحين، ويرى أن هذه الطرق تحدث قوة تدل على صحة ما ثبت عن ابن مسعود، وأنه صلى أربعًا خلف عثمان =