وقد تفرد به عنبسة مخالفًا فيه لرواية يونس، فهل سماع عنبسة من أبي إسحاق قديم السماع أم سماعه من أبي إسحاق بآخرة؟. لم أجد من نص على هذا، وهو قليل الرواية عن أبي إسحاق. وهل يمكن إدراك هذا في النظر في طبقة عنبسة؟ فشعبة وسفيان يتفق العلماء على أن سماعهما من أبي إسحاق كان قديما، وهما من الطبقة السابعة. وعنبسة بن سعيد من الطبقة الثامنة، فهل يعني ذلك أنه متأخر السماع؟ لا تستطيع من خلال الطبقة وحدها معرفة ذلك، فيونس بن أبي إسحاق من الطبقة الخامسة، وهو قد سمع منه بآخرة. وشريك في الطبقة الثامنة في طبقة عنبسة، وقد قال أحمد: شريك قديم السماع من أبي إسحاق، قبل زهير، وقبل إسرائيل. الضعفاء للعقيلي (٢/ ١٩٤). وقال المروذي كما في سؤالاته (٢١٤): قال أحمد: شريك حسن الرواية عن أبي إسحاق. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى بن معين: شريك في أبي إسحاق أو إسرائيل؟ قال: شريك أحب إلي، وهو أقدم. تهذيب الكمال (١٢/ ٤٦٩). وقد جعل الحافظ إسرائيل من الطبقة السابعة وشريك من الطبقة الثامنة فتبين أن الطبقة لا يمكن وحدها أن تبين قدم السماع، فإن سوينا عنبسة بشريك لأن طبقتهما واحدة، فهو قديم السماع. الطريق الثالث: الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود. رواه البزار في مسنده (١٦٤١) من طريق إسرائيل، عن جابر، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود به. وفي إسناده جابر الجعفي، ضعيف جدًّا. ورواه أبو يعلى في مسنده (٥٣٧٧)، والشاشي في مسنده (٤٦٠) من طريق مغيرة، عن أصحابه، عن إبراهيم (النخعي)، عن الأسود قال: كنت مع عبد الله بمنى … وذكر نحوه. وهذا إسناد ضعيف لإبهام أصحاب المغيرة بن مقسم الضبي. الطريق الرابع: عن شيوخ معاوية بن قرة، عن ابن مسعود. رواه أبو داود (١٩٦٠) ومن طريقه رواه أبو عوانة في مستخرجه، (٣٥١٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٠٥)، عن مسدد، عن أبي معاوية، قال: قال الأعمش: حدثني معاوية بن قرة، عن أشياخه، أن عبد الله صلى أربعًا، قال: فقيل له: عبت على عثمان، ثم صليت أربعًا، قال: الخلاف شر. وتابع أبا معاوية من هذا الوجه أبو نعيم. فقد رواه البيهقي في السنن (٣/ ٢٠٦) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٩/ ٢٥٥)، =