الثاني: انفرد ابن إسحاق بذكر الصلاة بالإيماء، وقد روى قتل خالد بن سفيان الهذلي جماعة لم يذكر أحد منهم هذه الصفة كما سيأتي بيانه في باقي التخريج إن شاء الله تعالى. الطريق الثاني: محمد بن كعب القرظي (ثقة)، عن عبد الله بن أنيس. أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٠٣١) عن يعقوب بن حميد بن كاسب المدني. وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٢٧٢٧)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٢٣١)، وفي الحلية (٢/ ٥) عن محمد بن أبي عمر. والطبراني في الكبير (١٣/ ١٣٥) ح ٣٣٥، ومن طريقه المقدسي في الأحاديث المختارة (١١)، من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن كعب القرظي، قال: قال عبد الله بن أنيس: قال رسول الله ﷺ يومًا: مَنْ لي مِنْ خالد بن نبيح رجل من هذيل؟، وهو يومئذٍ بعرفة، قال عبد الله: فقلت: أنا يا رسول الله انعته لي، فقال: لو رأيته هبته، فقلت: والذي أكرمك ما هبت شيئًا قط، فخرجت حتى لقيته بجبال عرفة قبل أن تغيب الشمس، فلقيته فرعبت منه، فعرفت حين رعبت منه الذي قال النبي ﷺ، فقال: من الرجل؟، فقلت: باغي حاجة، فهل من مبيت؟، قال: نعم، فالحق بي، قال: فخرجت في أثره فصليت العصر ركعتين خفيفتين، ثم خرجت وأشفقت أن يراني، ثم لحقته فضربته بالسيف … الحديث. وهذا الإسناد حسن إن ثبت سماع محمد بن كعب القرظي من عبد الله بن أنيس، وفيه مخالفة لمحمد بن إسحاق، فقد ذكر أنه صلى ركعتين خفيفتين، ولم يذكر أنه صلاهما ماشيًا بالإيماء، موضع الشاهد. وحديث عبد الله بن أنيس له شاهدان مرسلان: أحدهما: عن عروة بن الزبير، أخرجه البيهقي في الدلائل (٤/ ٤٠) من طريق ابن لهيعة، قال: حدثنا أبو الأسود، عن عروة، قال: بعث رسول الله ﷺ عبد الله بن أنيس السلمي إلى سفيان بن خالد الهذلي، ثم اللحياني ليقتله، وهو بعرنة، وادي مكة. وليس فيه موضع الشاهد. وهذا إسناد ضعيف؛ لإرساله، وضعف ابن لهيعة. والثاني: عن موسى بن عقبة، رواه البيهقي في الدلائل أيضًا (٤/ ٤٠، ٤١) من طريق ابن أبي أويس، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، قال: وبعث رسول الله ﷺ عبد الله بن أنيس السلمي إلى سفيان بن عبد الله بن نبيح الهذلي، وهو بعرنة من وراء مكة … وذكر نحو حديث ابن إسحاق إلا أنه لم يذكر فيه الصلاة، موضع الشاهد. وإسناده حسن لولا إرساله.